عُقد في الفترة من 20 إلى 22 يناير 2011م في الهند مؤتمر دولي بعنوان: "International Conference on Food and Nutraceuticals for Nutrition and Health: Technology and Delivery المؤتمر الدولي للأطعمة والعلاجات التغذوية للصحة والتغذية: تقنيات وتوريد". وقد عرضت خلال المؤتمر عشرات البحوث من جامعات من الهند ومن خارجها. وأكثر ما يميزها هو كون كثير منها تقدّم أساليب جديدة للتعامل مع نقص التغذية ليس عن طريق تناول الفيتامينات أو الأطعمة المعززة بها، إنما عن طريق معالجة الأطعمة لتصبح أسهل امتصاصاً وأغنى بالعناصر الغذائية. كما تتميّز تلك البحوث أيضاً بأن كثيرا منها تتعامل مع مكونات شائعة في الشرق ولكنها تختلف عن مكونات الأطعمة الغربيّة التي طال أغلبها الانتخاب والتعديل الوراثي والمعالجة بالمخصبات والمبيدات الكيميائية. وكمثال على ذلك طُرح خلال المؤتمر بحث تناول مشكلة نقص الكالسيوم لدى أغلب الفتيات في سن المراهقة اللاتي يتكون غذاؤهن عادة من حبوب معالجة (الخبز الأبيض والمكرونة والأرز الأبيض الخ...)، والتي لا يتم عن طريق تناولها حصول الجسم على كميات كافية من الكالسيوم. ويقوم البحث على دراسة على 61 فتاة أعمارهن بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة، تم تقسيمهن إلى ثلاث مجموعات تناولت إحداها فطائر محضرة من حبوب الدخن الكاملة التي جرى استنباتها (عن طريق النقع بالماء حتى تنتفخ الحبوب وتبدأ بالتبرعم) ثم تخمير دقيقها تخميرا طبيعيا (وفي كل مجتمع طرق للتخمير الطبيعي كانت سائدة قبل انتشار استخدام أنواع الخمائر المصنعة المنتشرة حالياً والتي لا تعمل على تفعيل القيمة الغذائية في الحبوب) مما يجعلها غنيّة بالبروبايوتيك. ثم تحضير فطائر منها تتناولها الفتيات الخاضعات للدراسة مع غموس من جوز الهند والصويا. وتناولت المجموعتان الأخريان الأطعمة المعتادة. وقد خلصت الدراسة إلى أن استنبات الحبوب وتخميرها تخميراً طبيعياً يزيد من نسبة امتصاص الكالسيوم منها. وهذه معلومة مهمة يمكن أن تكون مدخلاً لحلول تقوم على علاج هشاشة العظام لا عن طريق حبوب الكالسيوم أو الأطعمة المعززة به والتي ثبت محدودية استفادة الجسم منها، أو التركيز على تناول منتجات الألبان التي تؤدي البسترة إلى عدم استفادة الجسم من الكالسيوم فيها. والتركيز بدلا من كل ذلك على تعزيز امتصاص الجسم للكالسيوم عن طريق تناول حبوب مستنبة ثم مخمّرة طبيعياً.