حمّل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الحرب في افغانستان مسؤولية زعزعة استقرار بلاده، واشار إلى أن بعض الساسة في الولاياتالمتحدة اظهروا فهماً محدوداً لتأثير السياسات الاميركية. وقال زرداري في مقابلة مع صحيفة الغارديان إن الحرب في افغانستان "تقوّض بشكل خطير جهود باكستان الرامية إلى احياء مؤسساتها الديمقراطية واستعادة ازدهارها الاقتصادي بعد عشر سنوات من الديكتاتورية العسكرية". واضاف "هناك قلق واسع النطاق في باكستان من بطء وتيرة الجهود الرامية إلى انهاء الصراع الافغاني. وقال زرداري رداً على سؤال حول الانتقادات اللاذعة لتعاون باكستان في الحرب على الارهاب التي وردت في تقرير اصدره البيت الأبيض الأسبوع الماضي "باكستان استمعت دائماً إلى وجهات نظر واشنطن، لكن بعض أعضاء الكونغرس ووسائل الاعلام الاميركية لا يعرفون ما كانوا يتحدثون عنه حين جاؤوا إلى باكستان". واضاف أن الولاياتالمتحدة "كانت حليفة لباكستان على مدى العقود الستة الماضية، ونحن نحترم ونقدّر نظامها السياسي، لكن في كل مرة يأتي فيها برلمان جديد فإنه يحتاج إلى بعض الوقت لفهم الوضع الدولي، وهذا لا ينسحب على الرئيس باراك أوباما، ولكن على الكونغرس وجماعات المصالح ووسائل الاعلام والتي تتأثر بالمواعيد النهائية المقترحة لانهاء الحرب في افغانستان". وقال الرئيس الباكستاني إن الوضع الأمني في بلاده "ساهم أيضاً في تقويض الجهود المبذولة لتعزيز المؤسسات الديمقراطية خلال الحكم العسكري لسلفه الجنرال برويز مشرّف، وهناك ديمقراطية جديدة لكنها تحتاج إلى وقت لاستعادة مكانتها بعد تدمير مؤسساتها خلال النظام العسكري السابق، وهناك الآن تأثير سياسي فضلاً عن الآثار الاقتصادية". واشار زرداري، الذي سيزور واشنطن الشهر المقبل، إلى أن سيطلب من الرئيس أوباما "تقاسم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار مع باكستان لتسهيل التخطيط لشن هجمات في المستقبل وتوجيهها في اطار العلم الباكستاني"، وأمل بأن يكون الاميركيون أكثر تقبلاً في هذا الوقت بعد أن كانوا رفضوا هذا الطلب في الماضي.