أعلن مصدر في الرئاسة اليمنية ترحيب الرئيس علي عبدالله صالح بمبادرة الوساطة الخليجية، التي يسلم بمقتضاها السلطة إلى نائبه، ويجري تشكيل حكومة جديدة بقيادة المعارضة. وقال المصدر في بيان صحفي امس الاثنين: «تؤكد رئاسة الجمهورية اليمنية ترحيبها بجهود ومساعي الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من أجل الإسهام في حل الأزمة الراهنة في الجمهورية اليمنية وذلك انطلاقا من العلاقات والروابط الأخوية والمتميزة التي تربط اليمن بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي. واضاف: «وطبقا لما أعلنه فخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية مرارا فإنه ليس لدى فخامته أي تحفظ على نقل السلطة سلميا وسلسا في إطار الدستور». واكد المصدر ان: «الجمهورية اليمنية تؤكد بأنها سوف تتعامل بايجابية مع هذا البيان المشار إليه كأساس للحوار وبما يجنب اليمن ويلات الفوضى والتخريب وإقلاق الأمن والسكينة العامة والسلم الاجتماعي». في الوقت نفسه قالت مصادر صحافية رسمية وحزبية تابعة للحزب الحاكم ان قيادات حزبية وشعبية وشبابية ومنظمات مجتمع مدني في اليمن عبرت عن رفضها لما ورد في البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي حول اليمن.. وقالت تلك القيادات في بيانات صادرة عنها بأن ما ورد في ذلك البيان قد عكس بوضوح ما أدلى به رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري قبل أيام من تصريح استفزازي وانهم أعلنوا مراراً تمسكهم بالشرعية الدستورية وبالأمن والاستقرار والوحدة والتداول السلمي للسلطة ورفض كل أشكال الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية. كما خرجت العشرات من النساء التابعات للمؤتمر الحاكم للتظاهر والتأكيد على ان الشعب يريد علي عبدالله صالح. الى ذلك شهد اليمن تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات مطالبين برحيل فوري للنظام وتقديمه للمحاكمة على مجازره التي اقترفها بحق الشعب اليمني. وخرج مئات الآلاف في مدينة تعز وتظاهروا على مسافة عشرة كيلو مترات تقريبا، للمطالبة برحيل صالح الفوري ومحاكمة النظام ورموزه والتنديد بالعنف ضد المعتصمين. وشهدت المدينة شللا تاما في أسواقها التجارية ومؤسساتها الحكومية منذ مطلع الأسبوع إثر دعوة المعتصمين للعصيان المدني. وفي صنعاء خرجت مسيرة حاشدة شارك فيها طلاب المدارس والنساء واتجهت نحو ساحة الحرية. واعلن المتظاهرون رفضهم المطلق للمبادرة الخليجية كونها لا تلبي مطالبهم في التنحي الفوري للرئيس ومحاكمة النظام، لكنهم في نفس الوقت عبروا عن تقديرهم واحترامهم للدول الخليجية على الجهود التي تبذلها لحل الازمة اليمنية. واكد طلاب المدارس أنهم لن يعودوا إلى مدارسهم حتى يرحل نظام علي صالح، رافعين شعارات «لا دراسة ولا تدريس حتى يرحل الرئيس». كما رددوا شعارات ترفض أي مبادرات لا تنص صراحة على الرحيل الفوري لنظام صالح، وتقديمه للمحاكمة جراء ما ارتكبه من مجازر بحق الشعب اليمني. وفيما هتفوا بالشكر لدول الخليج على حرصها على أمن واستقرار اليمن، إلا أنهم شددوا على ضرورة الرحيل الفوري لعلي صالح ونظامه. وأغلقت معظم مدارس العاصمة صنعاء والجامعات الحكومية والأهلية أبوابها، وعدد من المستشفيات الحكومية والخاصة وعدد من البنوك استجابة لنداء العصيان المدني الذي أعلن في وقت متأخر من مساء أمس. وخرجت مظاهرات مماثلة في حضرموت والحديدة وشبوة والضالع وذمار وإب والبيضاء رفعت ذات المطالب.