تمكن فريق طبي من جراحة المخ والأعصاب وجراحة الوجه والفكين بمستشفى الملك فهد بجدة من تحقيق إنجاز طبي -بفضل الله- تمثل في استخراج جزء من حامل ملابس معدني بعد اختراقه الجيب الأنفي الفكي إلى تجويف عين طفل يبلغ الثانية من العمر واستقرارها في الفص الجبهي للمخ بعد اختراقها قاع الجمجمة. وأوضح جراح المخ والأعصاب بالمستشفى الدكتور محمد عصمت أن الطفل كان في حالة سيئة جداً، وأن صور الأشعة المقطعية أثبتت أن ما بداخل المخ هو مقدمة كاملة لحامل الملابس الجداري، كما أكدت الفحوصات الطبية الإكلينيكية أنه تم اختراقها لتجويف العين ومرورها إلى الجمجمة من خلال عصبي العين والشريان الرئيسية له دون أن تصيبه بقطع أو تحدث تهتكاً مما توجب على الفريق الطبي التدخل الفوري ومعرفته للخطوات التي يتحرك بها ومدى خطورتها والصعوبات المتوقعة، وأن يتم الوصول إلى مقدمة الحاملة بفتحة لا تزيد على 2 سنتمتر لأن منطقة الإصابة لا تسمح بفتح أكثر من ذلك خلال العمل الجراحي. وبين أنه تم إجراء جراحة معقدة استغرقت 4 ساعات ضمت طاقما طبيا للتخصصات الدقيقة، حيث تم تخدير الطفل والمتابعة الدقيقة للعلامات والوظائف الحيوية مثل القلب والأوكسجين والحرارة وغيرها وتم عمل فتحة في عظام الجيب الفكي من الناحية اليمنى وبلغت أبعادها 2سنتمتر للوصول إلى خلف العظم الجبهي داخل المخ وبين أعصاب الإبصار شديدة الحساسة القابلة للتلف، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة المحافظة على شبكة الأوعية الدموية المتشابكة والأنسجة الضامة المحيطة للعين والمخ، وأن تكون فتحة الدخول فوق الجسم الغريب مباشرةً وسحب كل جزء ببطء مع توفير الحماية المستمرة وذلك باستخدام الميكروسكوب الجراحي ومراجعة جميع الأجزاء مقارنة بالأشعة لضمان عدم وجود أي جزء مختفٍ وعمل رتق كامل ودقيق للأنسجة المحيطة وعظام الجمجمة وعظام الوجه والفكين. وأكد الدكتور عصمت أن عين الطفل سليمة ولله الحمد، فبعد أسبوع استقرت حالته وهو يتابع إجراء الفحوصات اللازمة.