أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما الاثنين الماضي على انه سيعيد ترشيح نفسه لفترة رئاسية أخرى القرار جاء ليعيد للمنافسة الرئاسية حدتها وهي المرحلة الانتخابية غير المرئية والتي يسعى من خلالها المرشحون في ترتيب أوراقهم وجمع التبرعات استعدادا لبدء حملاتهم الانتخابية رسميا ل فبراير القادم من عام 2012، حيث تشكل هذه المرحلة بداية حتمية ومبكرة للعمل على الميزانيات المالية للحملة لما لها من أهمية وتأثير بالغ في صياغة حملاتهم الانتخابية ولفت انتباه الاعلام للوصول لكسب اكبر عدد من الاصوات.. كما تعتبر الصحف الامريكية حجم الميزانية المالية للحملة الانتخابية اشارة جيدة الى قوة المرشح قد تقوده للنجاح في التصويت المبدئي..لعل ذلك كان احد الاسباب التي أدت لاعلان اوباما عن ميزانية حملته الانتخابية والتي بلغت مليار دولار، فيما كانت عام 2008 م حوالي 740 مليون دولار. وبالرغم من ما تشكله الميزانية المالية من اهمية الا ان اوباما يواجه معضلة اخرى قد تكون احد العقبات التي ستواجهه خلال حملته الانتخابية القادمة والتي حملت عنوان رسالتها "It begins with us" بعد الاضطرابات في الشرق الاوسط والعمليات العسكرية الجارية في ليبيا. وقد اشار اوباما في رسالته لمؤيديه ان الحملة النهائية لن تبدأ اعلانات تلفزيونية باهظة الثمن او مصروفات ضخمة مبالغ فيها للدعاية والاعلان بل عبركم انت عن طريق التنظيم والاعداد. ولكن التحدي في عام 2012 سيختلف كثيرا، حيث ان فرصة اوباما كانت انذاك جيدة خصوصا بعد 8 سنوات سيئة للشعب الامريكي في عهد الرئيس بوش دعتهم الى ترشيح الديمقراطيين للبيت الابيض. كما ان حالات الضعف في مواجهة ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والاقتصاد. والأهم من ذلك كله، الرئيس الامريكي سيكون في موقف حرج لايجاد وسيلة لشرح وعوده في تغيير طريقة الاجراءات في واشنطن ومعركة الرعاية الصحية لفرض التأمين الصحي وما صاحبها من انقسام. لن يكون بقاء اوباما في البيت الابيض بمنتهى السهولة.. بل سيواجه سيلا من الاسئلة التي تطلب منه تبرير الفترة التي قضاها في البيت الابيض وما صاحبها من أحداث وقرارات. وتعثر البعض منها مع الاسباب التي يجب ان تشكل القناعة التامة لدى المتلقي.