أصدر الرئيس السوري بشار الاسد امس مرسوما يقضي بتجنيس الاكراد في شمال شرق سوريا، واعفى محافظ حمص من مهامه، كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا). وقالت الوكالة ان الاسد اصدر مرسوما يقضي "بمنح المسجلين في سجلات اجانب الحسكة الجنسية السورية"، في اشارة الى الاكراد في شمال شرق سوريا. واوضحت ان المرسوم "يعتبر نافذا من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية"، على ان "يصدر وزير الداخلية القرارات المتضمنة للتعليمات التنفيذية لهذا المرسوم". وكانت السلطات السورية اعلنت انها ستدرس اوضاع حوالى 300 الف كردي محرومين منذ نصف قرن من الجنسية السورية على اساس احصاء اجري في 1962. وقالت سانا الاسبوع الماضي ان الاسد وجه "بتشكيل لجنة لدراسة تنفيذ توصية المؤتمر القطري العاشر المتعلقة بحل مشكلة احصاء عام 1962 في محافظة الحسكة" في شمال شرق البلاد. من جهة اخرى، اعفى الرئيس السوري بشار الاسد في مرسوم امس محافظ حمص اياد غزال من مهامه، في خطوة تلبي احد مطالب المحتجين في المحافظة الواقعة شمال دمشق. من جانبه قال الزعيم الكردي السوري حبيب إبراهيم امس إن أكراد سوريا سيواصلون كفاحهم السلمي من أجل الحقوق المدنية والديمقراطية رغم إصدار مرسوم يمنح أكرادا مصنفين على أنهم أجانب الجنسية السورية. وقال إبراهيم الذي يرأس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي لرويترز "قضيتنا هي الديمقراطية لكل سوريا. المواطنة هي حق لكل سوري وليست تفضلا". وفي شأن متصل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن ناشط سوري مقرب من الرئيس بشار الأسد قوله ان الحكومة السورية عرضت القيام بعدة خطوات استثنائية تهدف إلى خطب ود السنّة والأكراد في البلاد خوفاً من انضمامهم إلى التظاهرات ما يفقد النظام السيطرة ويحدث "انفجاراً كبيراً". وقال الكاتب السوري أيمن عبدالنور وهو أحد أصدقاء طفولة الرئيس الأسد انه فيما يدعوا الناشطون إلى تجدد التظاهرات بالتزامن مع العيد ال64 لتأسيس حزب البعث، أعلنت الحكومة السورية عن عدة خطوات من بينها إغلاق كازينو أثار غضب الإسلاميين يوم افتتاحه ليلة عيد رأس السنة، والسماح بالنقاب في العمل إلى جانب السماح بافتتاح قناة إسلامية وتشكيل حزب سياسي إسلامي، والوعد بجعل عيد النوروز الكردي عيداً رسمياً. وأضاف عبدالنور ان "النظام يحاول إضعاف المتظاهرين"، لافتاً إلى ان الحزب الذي سيسمح بتشكيله سيكون "حزباً إسلامياً معتدلاً موالياً للنظام". وتابع انه "إذا دخل الإسلاميون والأكراد على خط التظاهرات، سيفقد النظام السيطرة، والرئيس (الأسد) يحاول تأجيل الانفجار الكبير". يشار إلى ان الاضطراب في سوريا بدأت قبل 3 أسابيع في مدينة درعا إثر اعتقال مجموعة من المراهقين الذين كتبوا شعارات مناهضة للحكومة، وامتدت الاحتجاجات إلى اللاذقية وضواحي العاصمة دمشق ومدن كردية في شمال شرق البلاد، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى واتهمت الحكومة جهات خارجية بالمسؤولية عن المواجهات.