قال متحدث باسم المعارضة إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تقصف مدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ وقت مبكر من صباح امس. وأضاف جمال لرويترز في حديث هاتفي "بدأ القصف في الساعات الأولى من الصباح وما زال مستمرا باستخدام قذائف مورتر ونيران مدفعية. هذا ارهاب. القصف يستهدف مناطق سكنية. نعلم أن هناك ضحايا ولكن لا أعلم عددهم." الى ذلك قال احد المصابين القادمين من مدينة مصراتة الليبية عقب وصوله لتونس امس إن الجثث ملقاة في شوارع المدينة المحاصرة وإن مستشفياتها تكتظ بعدد من المصابين يفوق طاقتها. ورست سفينة تابعة لمنظمة اطباء بلا حدود الخيرية في ميناء صفاقسالتونسي وتحمل 71 مصابا من مصراتة ومن بينهم عدد كبير مصاب بطلقات نارية وكسور في الاطراف وشوهت الحروق وجه احد المصابين تماما. وقال المهندس عمر بوبكر (41 عاما) الذي اصيب برصاصة في ساقه "ينبغي ان تزور مصراتة لترى المذبحة التي يرتكبها القذافي". وتابع "الجثث في الشوارع.. المستشفى مكتظ. الاطباء يعالجون الناس في الشوارع. لم يعد هناك مكان في المستشفى." ومصراتة هي معقل المعارضة الكبير الوحيد الباقي في غرب ليبيا ويتعرض منذ اسابيع لهجمات من القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. ولا يمكن التحقق من الروايات الواردة من مصراتة بشكل مستقل نظرا لعدم سماح السلطات الليبية للصحفيين بتغطية الاحداث في المدينة. ودوى صوت صافرات طابور من سيارات الاسعاف وهي تدخل ميناء صفاقس لنقل الجرحى للمستشفى. وبكى عبدالله المصاب بجروح خطيرة في الحوض والمعدة وبرصاصة في الساق وهو يقول "انظر ماذا فعل القذافي واولاده.. فقط لاننا نحتج سلميا. "قد اموت او احيا لكني افكر في عائلتي واصدقائي في جحيم مصراتة. تصور يستخدمون الدبابات ضد المدنيين. انه (القذافي) مستعد لقتل الجميع هناك." وينفي المسؤولون الليبيون مهاجمة المدنيين في مصراتة ويقولون انهم يحاربون عصابات مسلحة ترتبط بالقاعدة. وتعهد كثيرون من المصابين الذين وصلوا إلى صفاقس بان القتال ضد القذافي سيستمر. ومن بين المصابين وائل علي (25 عاما) الذي يعاني من كسور في ساقيه واحد ذراعيه. ورفع ذراعه السليم بعلامة النصر قائلا " النصر او الشهادة. هذه رسالتنا للقذافي ... لا نخشى الموت من أجل الحرية." وذكر مصاب اخر أن مصراتة تحتاج مساعدة خارجية للصمود امام الهجمات. وقال "لم يعد بوسعنا أن نفعل اي شيء للتصدي لهذه المذبحة. نطلب من الامريكيين والاوروبيين ارسال قوات على الارض لمساعدتنا على وقف هذه الجرائم... نحتاجكم على الارض لحمايتنا. القذافي مجنون." واستهدفت الغارات الجوية للطائرات الغربية القوات الحكومية ولكنها لم تستطع حتى الان وقف هجمات كتائب القذافي ويقول سكان المدنية ان قناصة يتمركزون على اسطح المنازل وان كتائب القذافي تطلق قذائف المورتر والمدفعية على المنازل. ورحب السكان المحليون في صفاقس بالمصابين من مصراتة وقارنوا بين ما يحدث في ليبيا والثورة في تونس في وقت سابق من العام التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقال هاني من سكان المدينة لرويترز وهو يجلس في مقهي انه سيذهب للتبرع بدمه لمصابين. وقال "هذا اقل ما يمكن ان نفعله لمساعدة اشقائنا لينعموا بالحرية التي نعيشها في تونس."