تظاهر مئات آلاف السوريين امس في دمشق وفي عدد من المدن السورية تلبية لدعوات بالمشاركة في مسيرة تأييد للرئيس السوري بشار الاسد مؤكدين على الوحدة الوطنية وفشل "المشروع الطائفي". وقال احد المتظاهرين "اننا هنا لتأييد الرئيس السوري عصب البلاد"، بينما قالت سيدة "انني اشارك لابرهن للعالم اننا متمسكون بالوحدة الوطنية" ورفع الاف المشاركين بالاضافة الى صور الرئيس والاعلام السورية لافتات كتب عليها "استقرار سوريا مصلحة وطنية وقومية" و"سوريا وطن للجميع" و"لا للفساد نعم لمشروع الاصلاح" و"الله معك الشعب معك". ويتجمع منذ الصباح الاف المواطنين الذين بدأوا بالتوافد عند الساعة التاسعة (7,00 تغ) اي قبل ساعتين من الموعد الذي كان محددا عند اطلاق الدعوات في ساحة السبع بحرات في قلب العاصمة السورية وفي الطرق المؤدية الى الساحة. ويحمل المشاركون الذي اعتلى بعضهم الاشجار واعمدة الكهرباء صورا للرئيس السوري والاعلام السورية كما حمل احدهم صورة للامين العام لحزب الله حسن نصر الله "تأييدا للمشروع المقاوم". وقال يوسف الخشة وهو موظف في القطاع الخاص (31 عاما) "اتينا لنشارك ونؤكد تأييدنا للاصلاحات التي يقوم بها الاسد ونريد ان نقول للغرب الا يتدخلوا بشؤوننا لان السوريين يد واحدة وشعب واحد وسننتصر على كل المخططات". من جهتها، اكدت ميرفت يوسف (30 عاما) "الا ترين ان ذلك وحده يكفي (عدد المتظاهرين) وهذا يدل على أنهم فشلوا في مخططاتهم"، مشيرة الى ان المشاركين "ليسوا مجبرين على الخروج والمشاركة" كما حمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "لا لتخريب المؤسسات وممتلكات المواطنين" و"الوحدة الوطنية ليست بحاجة لاختبار" و"استهداف سوريا استهداف المشروع المقاوم". ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها باللغة الانكليزية "سوري، انا سوري (عذرا انا سوري)" و"اينما تدوس نحن نركع ونقيم الصلاة" كما كتب على يافطة بالانكليزية "خلقنا لنموت في سبيلك". وصرخ احد المتظاهرين امام مراسلة فرانس برس "تريدون ان تتكلموا عن المظاهرات في سوريا، لتتكلموا عن المظاهرات من اجل سوريا". وعلت بعض الهتافات التي انتقدت عمل وسائل الاعلام ضد سوريا. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مسيرات شعبية "مليونية" عمت المحافظات السورية صباح امس "وفاء للوطن وتأكيدا على الوحدة الوطنية والحفاظ على الامن والاستقرار ودعما لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده الاسد". ونقلت الوكالة عن مراسليها في المحافظات ان "المواطنين من جميع شرائح المجتمع تدفقوا منذ الصباح الى الساحات الكبيرة والشوارع الممتدة لها معبرين عن الوفاء لوطنهم ورفض محاولات بث الفتنة التي تستهدف نموذج العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد". كما بث التلفزيون السوري مسيرات لمئات الالاف من المواطنين المؤيدين التي تجري في مختلف المحافظات السورية ومنها حلب وادلب والحسكة والرقة وطرطوس ودير الزور. وينتمي المشاركون الى مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، رجالا ونساء. واشار الصحافي عصام خوري "الى وجود تعميم بعدم قيام مسيرة في اللاذقية حرصا على عدم اثارة الهدوء الذي بدأ يخيم على المدينة". وتظاهر نحو 300 شخص امس في وسط مدينة درعا التي شهدت اعنف موجة احتجاجات منادين بالحرية ومنددين بالطائفية، بحسب ناشط حقوقي. واضاف الناشط عبر اتصال هاتفي من درعا ان المشاركين كانوا ينادون "ثورة ثورة يا حوران" و"حرية لا طائفية" و"الله سوريا حرية وبس". واقامت شرطة المرور حواجز على المفارق الاساسية المؤدية الى الساحة لمنع السيارات من العبور بينما انتشرت عناصر من الامن باللباس المدني. وتأتي هذه المسيرة ردا على محاولات لضرب التعايش السلمي. وكانت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان حملت الاحد الاصوليين مسؤولية اعمال العنف الاخيرة التي وقعت في سوريا، معتبرة انها تستهدف ضرب التعايش الديني فيها. واكدت ان هذه المحاولة ستفشل "كما فشلت محاولات اخرى في السابق". ويتألف سكان سورية من غالبية سنية واقليات علوية ودرزية ومسيحية. واضافت شعبان "نثق بشعبنا لانه هو وليس الحكومة الذي هزم الاخوان المسلمين عام 1982، ولولا دعمه لما كنا نجحنا على الاطلاق". الى ذلك افاد مسؤول سوري رفيع المستوى ان الحكومة السورية ستقدم استقالتها الثلاثاء وسيتم تشكيل حكومة جديدة. وقال المسؤول ان الحكومة التي يترأسها محمد ناجي عطري منذ عام 2003 ستقدم استقالتها وسيتم تشكيل حكومة جديدة "خلال 24 ساعة". ويأتي هذا الاجراء بينما يواجه نظام الاسد ضغوطا شعبية لم يسبق لها مثيل خلال فترة حكمه، وأعلنت الحكومة سلسلة من الاصلاحات لتهدئة الاحتجاجات. من جهة ثانية نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان الاسد "سيلقي كلمة هامة خلال اليومين القادمين تطمئن كل أبناء الشعب".