لا اخوة لك يا أخي، لا أصدقاءٌ يا صديقي، لا "قلاعُ"!.. سقط القناع عن القناعِ.. سقط القناعُ. (محمود درويش).هكذا هو حال، جمهور المشاهدين مع القنوات الإخبارية التلفزيونية العربية، وهي تكشف عن زيف ما رفعت من شعارات "الرأي والرأي الآخر" والنقل الأمين للحدث الإخباري، خلال الأحداث والثورات العربية المتلاحقة. لقد تجاوزت الأزمة الأخيرة، فضح حقيقة هذه القنوات الإخبارية، إلى تفكيك أسطورة المؤسسة الإخبارية التلفزيونية العربية الحديثة؛ تلك المؤسسة التي ولدت جزافاً على أنقاض الإعلام الحكومي؛ معلنة بولادتها، دخول عصر الفضائيات؛ إلا أن انتقائية وانحياز القنوات العربية؛ أزاح الغبار عن حقيقة مشوشة وهي أن التلفزيونات الإخبارية العربية الحالية ما هي إلا موجة جديدة وحديثة ومنمقة من الإعلام العربي التقليدي الذي عبثاً ووهماً، بقينا لسنوات نترحم عليه!. هذه ذات ذهنية الإقصاء والتعتيم والتحريض واختلال التوازنِ، تمارسها القنوات الإخبارية العربية، محوّلة شعار الرأي الآخر إلى ساعدٍ دعائي وإعلامي تضرب به "الخصوم"، حسب الحاجة وبما يخدم أجندتها وخلفياتها السياسية والفكرية والعقائدية المعلنة أو المضمرة. من هنا كان لزاماً على المشاهد العربي أن ينتقل من حالة المتلقي السلبي الساكن والمنتظر لكبسولات القنوات الإخبارية المضللة؛ إلى وضع المتلقي الإيجابي الباحث عن المصدر الخبري؛ عبر الاستعانة بكافة منافذ الاتصال الجديدة في زمن شبكات التواصل الاجتماعي ك (الفيسبوك) و(تويتر)؛ حيث يكون للفرد سلطة وقوة في مواجهة وفضح انحياز هذه القنوات الإخبارية العربية.إلا أن مصادر الأخبار "النتية" لن تكون بديلة في وجود مؤسسات إخبارية مهنية عريقة، لا تنحاز إلى هذا الطرف على حساب ذاك، وتغمض عيناً وتفتح أخرى، كما في التغطية المهنية لقناة bbc العربية والتي اجتازت بمهنيتها تلك القنوات التي تبجحت يوماً برفع شعار "الرأي والرأي الآخر!".