فقدت الساحة الرياضية المحلية الشهر الماضي واحداً من القيادات الرياضية والمدرسية التي ساهمت في خدمة الحركة الرياضية السعودية والرقي بالرياضة المدرسية على وجه الخصوص وإدارات التربية والتعليم في مجال برامج النشاط الطلابي. المرحوم عصام بن خميس ضحى بالكثير للدرعية وحول مزرعة والده (عمورية) إلى ملعب لها برحيل مدير عام النشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم رئيس لجنة بطولات الصالات في اتحاد الكرة ورئيس نادي الدرعية سابقاً الأستاذ عصام بن عبدالله محمد بن خميس (53 عاماً) الذي وافته المنية بمستشفى (سيتي. اف. هوب) بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية فجر الثلاثاء الموافق 12 ربيع الأول 1432ه بعد معاناة مع مرض سرطان كريات الدم البيضاء (اللوكيما) رحمه الله. وكان آخر مهامه الرياضية نائباً لرئيس البعثة المدرسية السعودية المشاركة في الدورة العربية ال 12 ببيروت في شهر شعبان المنصرم وحققت المملكة فيها المركز الأول عربياً على مستوى الذكور. وللحديث عن المشوار الرياضي لهذه الشخصية الراحلة منذ انطلاقتها الرياضية الأولى في حقبة التسعينيات الهجرية من خلال نادي الدرعية استضفنا المدرب الوطني القدير وابن نادي الدرعية البار بيشان البيشان (62 عاماً) ليروي لنا جانباً من مراحل حياة عصام بن خميس الرياضية وأبرز ذكرياته عنه (رحمه الله) وامتد حوارنا مع بيشان إلى الحديث عن نادي الدرعية بكل ما يحمله من ابعاد تاريخية. عصام رياضي.. وتربوي استهل المدرب بيشان حديثه قائلاً: كان الفقيد إنساناً رائعاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. رياضي.. تربوي.. ومن خيرة أبناء نادي الدرعية ورجال وزارة التربية خلقاً وعملاً. أتذكر انه وهو على فراش المرض كان يسألني عن أخبار نادي الدرعية وإذا خسر الفريق اتحاشى الاتصال به لئلا أكدر عليه فيتأثر من شدة تعلقه وحبه لنادي الدرعية الذي يمثل مسقط رأسه. المكالمة الأخيرة أتذكر كذلك آخر مكالمة دارت بيننا قبل وفاته (رحمه الله) بأسبوعين حين ذكر لي انه كان يعتزم العودة إلى الرياض غير ان وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله طلب منه التريث وقال له: اجلس يا عصام ثلاثة أسابيع نقاهة وإذا شفيت تماماً تعال فكل شيء على ما يرام ومنصبك باقٍ ولن يشغله أحد غيرك». «عمورية».. ملعب للدرعية لقد قدم الراحل للدرعية الكثير من التضحيات أذكر منها اقتطاعه جزءاً من مزرعة والده (عمورية) في العمارية وحوله إلى ملعب للنادي بزراعة طبيعية وإنارة لتمكين لاعبي الدرعية من التدريب عليه عندما نما إلى علمه ان ملعبهم ترابي ويحتاج إلى زراعة وإنارة وجهز ذلك من حسابه الخاص وكان ذلك قبل (15) عاماً حتى تمت زراعة ملعب النادي إبان فترة رئاسة الأمير الشاب سعود بن تركي وكان عصام بن خميس نائباً له. ومن تضحياته لنادي الدرعية.. أنه كان يغطي النقص في عدد التذاكر التي تردنا من رعاية الشباب في حدود 18 تذكرة للفريق عند تنقلنا للعب في دوري الدرجة الثانية وكان عصام يصرف لنا التذاكر الإضافية لبقية الإداريين فضلاً عن مصروف الجيب. حولته من سدوس إلى الدرعية ومن الذكريات التي أحملها عن عصام (رحمه الله) نجاحي في تحويل وجهته إلى نادي الدرعية بعد ان كان قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بصفوف نادي سدوس بحكم علاقته الوطيدة مع أبناء آل معمر في صغره وكان درجة شباب فحاولت اقناعه بالعدول وحين فشلت لجأت إلى والده الشيخ عبدالله بن خميس (متعه الله بالصحة والعمر المديد) وأخبرته ان عصام ينوي التسجيل في سدوس وأنا أبغاه في الدرعية فناداه قائلاً: «نادينا أولاً» ليلتحق بالدرعية في موسم 99/1400ه وخاض معنا مباراتنا الشهيرة مع الوحدة الذي أقصيناه من دور ال 16 لكأس الملك في ملعب الملز بنتيجة (1/صفر) عام 1404ه وكنت المدرب آنذاك وواجهنا بعد ذلك الاتحاد في الرياض وخسرنا (4/1) في دور الثمانية. نصحته بترك التوجيه وتحدث بيشان عن مشوار عصام بن خميس الرياضي فقال: بدأ كلاعب عام 1400ه عقب تخرجه من مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية بالرياض ثم التحق بمعهد العاصمة وبعد تخرجه اتجه لكلية التربية البدنية.. ومن المفارقات أنني كنت مدربه آنذاك وبعد تخرجه أصبح موجه التربية علي في مدرستي وفي المرة الأولى قال لي (رحمه الله): أنا يا (بو حمد) جاي زيارة للمدرسة لكتابة تقرير شامل عن المدرسة وهذا من باب احترامه وتقديره لشخصي ولئلا يشعرني انه كبير أمامي كموجه علي وقال لي كذلك: «أنا جاي اطلب منك نصيحة في التوجيه» وقلت له: «أنصحك ان تترك التوجيه لماذا؟ لأنك ولد الشيخ عبدالله بن خميس الكل يحبك وإذا دخلت على أي مدرس بيكرهك كموجه وهذا ما لا أتمناه لك!! بعدها انتقل إلى الوزارة وترك مهمة التوجيه عملاً بنصيحتي وعمل كنائب للمشرف على النشاط الطلابي ثم تولى منصب المشرف الأول. الطخيم مكسب للدرعية وتطرق المدرب بيشان ان بداية ارتباطه بنادي الدرعية فقال سجل النادي رسمياً عام 1381ه وكان يلعب مع اتحاد الرياض والاعتماد والنجمة وبدايتي الفعلية مع الأشبال عام 1386ه وكان يرأسه آنذاك الأستاذ عبدالعزيز العمران وبعد استقالة الإدارة حل النادي في ذلك العام وعاد مرة أخرى في عام 1395ه كناد تابع لمركز التنمية الاجتماعية وكونا إدارة جديدة برئاسة عبدالله الدعيجي ووكيل الامارة الحالي حمد العلي كان من ضمن أعضاء الإدارة وسجلنا النادي رسمياً لدى رعاية الشباب والفضل في ذلك بعد الله يرجع للشيخ عبدالله بن خميس الذي تحدث مع الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) بهذا الشأن فوافق سموه على إعادة تسجيل النادي رسمياً مرة أخرى واستمررت مع النادي كمدرب والآن كإشراف على النادي مع الرئيس الحالي خالد الطخيم الذي أراه مكسباً كبيراً لنادينا بدعمه المادي والمعنوي الكبير.. وأناشد رجال الأعمال في الدرعية الوقوف ودعم هذا الرئيس لتحقيق الآمال والطموحات. طفولة ماجد في ملعبنا ومن الذكريات العزيزة على نفسي مع نادي الدرعية وتحديداً عام 1386ه إذ كان يدرب فريقنا والد نجمنا (الفذ) السابق ماجد عبدالله العم أحمد عبدالله (رحمه الله) وكان يصطحب معه للتمرين نجله ماجد وأتذكر انه كان طفلاً صغيراً لا يتجاوز السابعة من عمره وكان ينطلق خلف كل كرة طائشة تخرج من الملعب ليحضرها لوالده الذي كان من أطيب المدربين الذين مروا على نادي الدرعية طوال تاريخه. إحدى رحلات شباب نادي الدرعية مع الشيخ عبدالله بن خميس ويبدو بعضهم وقد فرغوا من إعداد طعام الغداء (1389ه) ماجد عبدالله 1399 ه المرحوم عصام في السادسة عشرة من عمره (1395ه) المرحوم فهد ناصر الجدعان أحد رؤساء الدرعية السابقين (1389ه) رئيس الدرعية السابق عبدالرحمن السريع (يمين) مع حمد العلي وكيل محافظة الدرعية وعبدالعزيز عبدالرحمن 1395ه بيشان البيشان يروي للزميل فهد الدوس ذكرياته عن نادي الدرعية أشبال نادي الدرعية 1392ه