قد أجدُ العذر في الخروج بالقارئ الكريم عن الهموم اليومية التي صار يحبها معظم القراء هذه الأيام . وأدخل - بين حين وآخر - في دائرة المعجميات والاشتقاقات اللغوية . وأجد فيها نقطة في دائرة اهتماماتي . فقد وجدتُ أن كلمة " الخ " أو إلى آخره ، أو ( و.. و... و ..الخ ) كلمات كأنك تريد أن توحي بها للآخرين بأنك تعرف أكثر مما قلت . وهذا يقترب من الصواب وإن كان الواحد منا يأتي بها عفوية ، في سياق الكلام . ولو بحثنا لوجدنا الكلمة في معظم اللغات ، إن لم يكن كلها . فهم يقولون بالإنجليزية Etc. . اختصار Et cetera اللاتينية المنشأ ، وهي تعني : إلى آخره ، أو وهلم جرا . والمفردة جرى الاعتراف بها في وقت مبكر من القرن الخامس عشر الميلادي . جاءت من اللاتينية لعني : والآخر . وحتى القرن العشرين كانت اللغة الإنجليزية تكتفي ب .... ، لكن التعبير الأول الآن هو الشائع . ويتجنب القانونيون والمترافعون أمام المحاكم والقضاة استعمالها بكثرة ، في مذكراتهم ونطقهم بالأحكام وتقديم القرائن والأدلة ومساءلة المتهمين والشهود ، ولا يُشجعون الشاهد على استعمالها لأنها تؤخذ دالة على شيء لا لزوم له . وعندنا تتردد في التقديم ومخاطبة الجماهير وهي : " وخلافه ". وهي أيضا في رأيي وسيلة أخرى من وسائل تجنب التعثّر بسبب ما قد يكون غاب عن ذهن المتحدّث أو نسيه . وقريب من هذا مايرد في أحاديث الكثير من عامة الناس مثل " على ماقال " أو " سالفة اللي يقول " فالمتحدث لا يُعطي السامع شيئا ، على ماقال ! من ؟ وقال ماذا ؟ وقد " يجرني " الحديث إلى تعبير " وهلم جرا " تعبير يقصد به الاستمرارية ، نزل المطر من أول الأسبوع وهلم جراً هَلُمَّ : اسم فعل أمر مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنتَ , أنتِ , أنتما , أنتم , أنتن , حسب المخاطب جراً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة، أو مصدر نائب عن فعله مفعول مطلق منصوب بالفتحة أي جر جرا . وقرأت أن أول من قال تلك الكلمة وغدا قوله لها مثلًا هو شاعر اسمه عائذ بن يزيد اليشكري ، ضمن أبيات أُخر . فقال : - وطامسة المنون ذعرت فيها خواضب ذات أراك وغبرا وإن جاوزت مقفرة رمت بى إلى أخرى كتلك هلمّ جرا