ينتظر «البسطاء» و»المخالفون» أمام مدفن أمانة منطقة الرياض للنفايات (مدفن السلي)؛ بحثاً عن «غنيمة منتهية الصلاحية» من المواد الغذائية، حيث ينتظرون «رجالاً ونساءً» لحظة تفريغ سيارات النقل شحناتها من تلك المواد (مأكولات، مشروبات)، ثم تبدأ مهمة «الجري» و»الاستحواذ» و»النقل» مرة أخرى في سياراتهم الخاصة التي تقف محاذية للشريط الترابي للمدفن، وكل ذلك أمام أعين الجميع باستثناء «عين الرقيب»، إلى جانب عدم وجود سياج يحمي المدفن، ويمنع وصول سيارات المخالفين. ورصدت «الرياض» تجاوزات وتعديات على مدفن الأمانة من قبل مخالفين يخاطرون بحياتهم وحياة غيرهم من أجل الحصول على «دجاج ومعلبات وعصائر ...» منتهية الصلاحية، وذلك قبل أن يتم إتلافها، حيث يقومون بتهريبها وتحميلها في مركباتهم الخاصة من دون ملاحقة من المسؤولين عن حماية المدفن. وتتم عملية الاتلاف في أيام محددة من الأسبوع؛ بحضور أعضاء اللجنة المكلفة، حيث يقتصر عملهم على وزن الشاحنات وتسجيل أسماء السائقين والسماح لهم بالدخول إلى مرمى النفايات وتفريغ الحمولة، وفي هذا الوقت بالتحديد تكون هناك مجموعة كبيرة من المخالفين في انتظار دخول الشاحنات للتفريغ، وما أن تبدأ عملية التفريغ، وخلال دقائق معدودة يتم التسابق من قبل المتسللين للمدفن والحصول على المواد الفاسدة أمام أعين أعضاء اللجنة الذين «لا حول لهم ولا قوة» لرد المخالفين. كما تم رصد طابور من المركبات وهي تقف على بعد أمتار من المدفن الرئيس المحيط ب «العقم الترابي» بارتفاع بسيط لا يسمح بوصول المركبات إليه، ولكنه يفتقد إلى سياج يحميه من تسلل المخالفين، وبالتالي لا يكون هناك ما يمنعهم من الدخول إلى المدفن على أقدامهم وحمل ما يستطيعون حمله إلى مركباتهم. « الرقيب يتفرج » و « الطريق ممهد ».. و «الحسّابة بتحسب.. عيني عينك» وتنوعت المركبات المخالفة في المدفن؛ فأصحاب السيارات الكبيرة يستخدمون عمالاً لنقل أكبر كمية قبل أن يصل إليها غيرهم من أصحاب المركبات المتوسطة والصغيرة الذين يجتهدون في الحصول على نصيبهم؛ حتى وأن اضطرهم الأمر إلى وضعها في أكياس كبيرة، ومن ثم سحبها إلى خارج المدفن، وقد يتطلب الأمر منهم مجهوداً أكبر. ويبقى السؤال الأهم في هذا الجانب؛ هو أين تذهب «المواد الغذائية الفاسدة»؟، وهل يكون استخدامها مقتصراً على المخالفين أنفسهم؟ أم إعادة بيعها وتوزيعها في السوق؟ نكتفي بذلك، ونترك الإجابة لدى «الرقيب»!. يذكر أن «مدفن السلي»- شرق الرياض - هو المكان المخصص لإتلاف النفايات الغذائية في مدينة الرياض، ويمنع بتاتاً استقبال النفايات الطبية أو الصناعية أو النفايات الخطرة، حيث يستقبل المدفن قرابة اثني عشر ألف طن من النفايات يومياً. الطريق ممهد أمام المخالفين بلا سياج حديدي منظر عام للمدفن لحظة تفريغ الشاحنات للمواد النتهية الصلاحية سيارة البلدية تغادر المكان قبل الانتهاء من عملية الاتلاف مخالف يقطع مسافة طويلة لنقل المواد الفاسدة إلى سيارته «لحظة الهجوم» على المدفن بمشاهدة أعضاء لجنة الإتلاف سيارات نقل كبيرة مهيئة لتحميل أكبر كمية طابور من سيارات المخالفين تنتظر «لحظة الهجوم»