أوضح السيد علي الأمين المرجع الشيعي البارز ومفتي صور وجبل عامل الأسبق أن إيران لا يمكن أن تكون هي مصدر الأمان والاطمئنان إلا لمواطنيها، أما الشيعة في أوطانهم مصدر أمانهم واطمئنانهم هو اندماجهم في شعوبهم وأوطانهم، العلاقات بين الشيعة وبين إيران يجب أن تكون من خلال دولهم وليس من خلال مجموعات حزبية أو طائفية، والضمانة الحقيقية للشيعة في أوطانهم كما قلت هي أن لا يعتقدوا بأن إيران هي التي تحميهم وإنما الذي يحميهم هو بناء دولهم وأوطانهم والتعايش السلمي مع مختلف المكونات للشعوب التي ينتمون إليها. ودعا في حوار نشرته صحيفة اللواء اللبنانية أمس السنّة والشيعة في مملكة البحرين إلى العودة إلى طاولة الحوار ورفض العنف والتخريب والصراع الدموي، والجلوس جميعاً إلى مائدة الحوار لأن ما يمكن أن يحصلوا عليه بالحوار يبقى دائماً هو الأفضل والأكثر من الاختلافات التي تحدث الانقسامات والنزاعات وتدخلهم في الفتنة، والفتنة هي حارقة للدين وحارقة للدنيا، لذلك قدر الشعوب عندما تكون متعددة في مكوناتها الدينية والمذهبية هو التحاور والتعايش السلمي والتفاهم· وأكد الأمين على أن هناك بعض الحركات السياسية التي تحاول أن تستفيد من طائفتها في منطقة لتستقوي بها من أجل مشروعها السياسي الخاص بها، فالطائفة الشيعية وإخوانهم من السنّة عاشوا قروناً، فعشنا قروناً وما زلنا وسنعيش أيضاً قروناً أخرى وقدرنا أن نحترم بعضنا البعض الاخر كما هي شريعتنا الاسلامية التي كانت أول مداميك إنشائها الرسول في المدينة حيث آخى بين المهاجرين والأنصار ليبيّن لنا أن الاسلام قاعدته الأخوّة، ولذلك قدرنا، وهذا القدر الذي نعتبره مشرفاً أن نكون إخواناً في دين الله وأن نتعاون على البر والتقوى ونتواصى بالحق وبالصبر، وهذا ما يساعدنا على أن نطوي صفحة الماضي من بعض المحطات الأليمة التي حصلت من أجل أن نبني مستقبلاً واعداً لأجيالنا ولدولنا ولمناطقنا. وأضاف أن ليس للشيعة مشروع خاص بهم، وإنما هناك بعض الأحزاب الطامحة للوصول إلى السلطة، فتحاول أن تستغل مكونات المجتمع الطائفية من أجل أن تصل إلى تلك الطموحات، فالشيعة دائماً كانوا موجودين في دولهم وفي أوطانهم ولهم حضورهم من خلال المشروع الوطني العام الذي يجعلهم مندمجين مع شعوبهم وموالين لأوطانهم ولذلك أنا أقول للشيعة في الوطن العربي. وحذر الأمين من بعض تلك الجماعات والأحزاب التي تحاول أن تجعلهم في مواجهة شعوبهم ودولهم، لأن الاصلاحات السياسية مطلوبة وكذلك أيضاً الاصلاحات الاجتماعية مطلوبة، فهذا مشروع وطني عام يشترك فيه معهم كل المواطنين، أما عندما تطالب أنت بتغيير نظام فهذا لا يعتبر في الحقيقة مطلباً إصلاحياً لأن تغيير النظام هذا يحتاج إلى تغيير العقد الاجتماعي، وهذا التغيير يحتاج الى موافقة شريكك في المواطنية عليه لا أن تقوم به أنت وحدك لأن هذا سيجعله تحركاً مطبوعاً بطابع مذهبي يُحدث فتناً وصراعات في أوطانهم.