على اللافتات..على الورق..الأندية:(رياضية، ثقافية، اجتماعية) أما على الواقع فهي ليست حتى رياضية.. هي جزء من رياضة..هي في الغالب كرة قدم وليست لجميع الشباب، بل لأفراد، وقد أنفقت الرئاسة مشكورة الكثير لهم ولمدربيهم، وأنجزت بهم البطولات، لكن ما الذي بيديها اليوم لبقية شبابنا ولو على مستوى الرياضة؟ حان وقت طرح هذا السؤال فالعالم قد تغير، وشبابنا يستحقون، لا سيما وقد احتفى بهم سمو النائب الثاني، فخاطبهم بإجلال وتقدير ضمن الشعب السعودي الكريم، قائلاً: (لقد رفعتم رؤوسنا)، فما هدية الرئاسة لمن رفعوا رأس المملكة؟ وما الذي يخبئه هذا الشاب الطموح الذي تولى أمرها للتو؟. سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد..أمسى (النت) ملاذ شبابنا بعد الله لأن جهات معنية بهم قد همشتهم، والرئاسة غير مستثناة، فهل كانت لا تريد سوى حناجرهم للهتاف، وأيديهم للتصفيق؟ حاراتهم بلا ملاعب.. بلا مناشط ثقافية.. بلا مكتبات، بلا فرق حواري، أو حتى فرق مدارس..عفوا.. هل قلت مدارس؟ يا حسرة على وزارة تعادل ميزانيتها ميزانية عدة دول، بل تعدل ميزانية المملكة ذات يوم، فلا تقدم (لرفاهية) الطالب سوى كرسي يتسمر عليه سبع حصص، مع طاولة تتوسدها أحزانه؟. صاحب السمو.. وجوه شبابنا يعلوها الحزن لهذا الفراغ القاتل، وأنت لا تملك عصا سحرية، لكن باستطاعتك أن تجمع حولك أكبر قدر من المبدعين الذين يضعون مصلحة الوطن قبل مصلحتهم، فما رأيك أن تكون نقلة فارقة في عالم الشباب؟. ما رأيك أن تكون لك بصمتك المميزة، لا ببطولة أو بطولات، بل بالنهوض بشبابنا، وتثبيت دعائم وطننا بطاقاتهم وحيويتهم وأخذه للمقدمة بإبداعهم واختراعاتهم وكشوفاتهم.. نقلة تخلد اسمك بين المبدعين والعظام الذين لا تنساهم الشعوب برحيلهم، بل تبدأ مراسم تنصيبهم في القلوب حال توديعهم كراسيهم؟. صاحب السمو عندما تطوف عالم الشباب بتجرد.. ستعثر على مواهب وطاقات تتحرق للوطن، لكن ربما وقف في طريقها مستشار لا هم له سوى جمع الألقاب لك، أو المقالات عنك، أو تعليق صورك، وهي أشياء ترحل برحيلك، وهؤلاء هم مبدعو الفشل وسدنة التخلف، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول عنهم:(إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب - صحيح مسلم) فما التف هؤلاء حول مسؤول إلاّ وأترعوه بأصناف المديح والألقاب حتى ينشغل بها.. عندها لن يجد وقتاً للإنجاز ولا للمسؤوليات ولا للوطن، فقد تضخمت الأنا لديه، ووقع شهادة وفاة إبداعه بيديه. صاحب السمو..أنت في بداية الطريق.. الحلم، فاسأل الله أن يسددك في حمل الأمانة، فقد أصبحت مسؤولاً أمام الله ثم أمام الوطن عن 60% من الشعب السعودي الكريم، وهو شرف عظيم، لكنه أمانة ثقيلة، فدعني أقترح عليك مستشاراً قد يخفف عنك، ويلهمك بعد الله دون أن يتقاضى مرتباً.. دعني أقترح عليك مستشاراً هو أولى الناس وأسعدهم بنجاحك.. يُدعى (شباب الفيس بوك).