لقي ما لا يقل عن 22 شخصاً مصرعهم وأصيب عدد آخر بجروح في قصف أمريكي في مقاطعة "وزيرستان الشمالية" القبلية الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستانوأفغانستان. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن طائرات تجسس أمريكية (من طراز درون التي تعمل بدون طيار) قامت بإطلاق صاروخين موجهين على منزل سكني يقع في ضاحية "دته خيل" بوزيرستان الشمالية، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 22 شخصاً. من جهة أخرى كشفت قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية بأن خمس طائرات تجسس أمريكية واصلت تحليقها لساعات طويلة على "دته خيل" قبل وبعد تنفيذ الهجوم. هذا وتقوم طائرات التجسس الأمريكية بشن غارات جوية على منطقة القبائل الباكستانية لاستهداف أوكار المسلحين المختبئين فيها انطلاقاً من أراضي أفغانستان المجاورة للحدود الباكستانية. من جهة ثانية خرجت مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الكبرى الباكستانية ضد قرار محكمة لاهور بشأن الإفراج عن المواطن الأمريكي رايمند دايفس الذين كان محتجزاً لدى السلطات الباكستانية منذ يناير الماضي لتورطه في قتل اثنين من الباكستانيين بمسدسه الشخصي على إحدى الشوارع العامة بمدينة لاهور قصداً وقتله للثالث بدون قصد. وقد شارك في المظاهرات التي نظمتها بعض الجماعات الدينية والسياسية والمنظمات الأهلية عدد كبير من المتظاهرين، والذين نددوا بقرار محكمة لاهور بشأن الإفراج عن الأمريكي معتبرين إياه بالتصرف غير اللائق. هذا وقد قاطع المحامون المحاكم في مختلف المدن الباكستانية احتجاجاً على القرار المثير للجدل. بينما ظلت الدوائر التعليمية خالية من الطلاب في مختلف المدن والقرى والذين قاطعوا الدراسة احتجاجاً على نفس الموضوع. هذا وكانت المحكمة الجنائية في مدينة لاهور قد أصدرت حكماً بالإفراج عن المواطن الأمريكي بعد أن تنازل ورثة القتلى عن دم الأمريكي مقابل دية ضخمة. هذا وقد تم نقل الأمريكي إلى أفغانستان تمهيداً لنقله إلى موطنه الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت هذه القضية قد تسببت في نشوء أزمة سياسية بين باكستانوالولاياتالمتحدةالأمريكية من جانب، ومن الجانب الآخر شكلت ضغوطاً على الحكومة الباكستانية.