أقل من 24 ساعة كانت تفصل المتابع الرياضي عن مواجهات ممثلي رياضة وطنه الهلال والنصر والاتحاد والشباب في البطولة الاسيوية التي تحتاج الى دعم معنوي من الجميع، ووقفه صادقة تساعدها على تخطيها لعقبات الغرافة والاستقلال وبونيدكور وذوب آهن، وإذ بالفضاء يتحول الى مهاترات واتهامات من اطراف عرفت بفوضويتها واحتقانها وخروجها عن النص، ليس هذه المرة انما مرات وسنوات سابقة، لم تراع اهمية اللحمة الوطنية وتوحيد الصف في مثل هذه الظروف التي تعيشها المنطقة والوطن العربي، غزت الفضاء بمداخلتها واحتلت الصحف بتصريحاتها وعلت عبر المنابر المختلفة بكائياتها، وعبر من؟ عبر برامج عرفت بمناهضاتها للرياضة السعودية منذ فترة، تصيد زلاتها وتكبر اخطاءها وتقفز على الحقائق وتقف لطرف دون الآخر من باب زرع الفتنة لا غير، وتستغل كل شاردة وواردة لتمزيق لحمتنا الرياضية، لا يهمها مصلحة رياضة بلد مترامي الاطراف، يهمها كيف تضخم الامور وتثير القضايا، وتنبش عن الزلات وتقتات عليها فترة اطول. نعترف ان لدينا اخطاء وسلبيات ولكن ليس بتلك الطريقة التي تشبه كلمات الحق التي يراد بها باطل، ومع الاسف ان هذه الكلمات تمر عبر جسر الاندية الكبيرة التي كانت فيما مضى يقاطع جلها مثل هذه البرامج، فيما كانت منبرا خاصا لاندية عرفت بخروجها وصوتها المرفوع على الدوام، ويبدو ان مداخلة الرئيس العام لرعاية الشباب الامير نواف بن فيصل اول من امس ستفتح المزيد من الابواب باتجاه هذه البرامج لاثارة كثير وكثير من اجل الاساءة لرياضة الوطن، نحيي الامير نواف على تفتحه وشفافيته وفتحه قنوات الحوار عبر الاعلام، وهو الذي قال أكثر من مرة انتقدوني اذا خطأت، ولا يمنع ان نقول له اصبت عندما ينجح العمل، ولكن ان يستغل "البعض" الامر لاثارة قضايا ونقلها من اروقة اتحاد الكرة الى برامج معروفة اهدافها فهذا يعني تشجيعها على ان تضرب لحمتنا الوطنية. جميل جدا ان يخرج المسؤول الاول ليقول رأيه ووجهة نظره، ولكن ليس عبر برامج تثير الريبة في تواجهاتها وتحصر نقاشتها باتجاه اندية معروفة ولمصلحة اندية أخرى، الجميع كانوا يتطلعون الى ان يخرج المسؤول الشاب الذي يعلق عليه كثير من شباب ورياضيي الوطن الامال، ليقول إن الشوشرة المستمرة ليس هذا وقتها وان الجميع يسير باتجاه واحد وفوق مركب واحد وهو كيفية انتشال الرياضة السعودية من انكساراتها والمهاترات التي تسود اجواءها، ولكننا لم نلمس هذا الشيء، إذ لا يستغرب من رئيس ناد ان يصرح ويهاجم منافسه فهذا الامر اعتدنا عليه والجميع يدرك اهدافه وهو اشغال جماهير فريقه عن الاخفاقات والوعود التي لم ولن تتم بهذه السياسة الخاصة. وهناك فارق كبير بين ادارة تنقل جماهيرها من فرح الى فرح ومن منصة الى اخرى، وادارة تنقل جماهير فريقها من بيان الى آخر واعذار بأثر الاخرى، وتشغلهم بالتصاريح والقضايا الهامشية والشكاوى، وهذه كلها ليست طموح الجماهير ومبتغاها، وانما هي تريد ولو ربع بطولات المنافسين الذين يردون على الدوام في الميدان، ولكن المستغرب هو تجاوب الرئيس العام مع القناة التي قاطعها سلفه الامير سلطان بن فهد لاسباب مقنعة ومنطقية، ايضا نقول وبكل شفافية كان يفترض منه مادام انه تداخل وهذه حرية شخصية له ان يكون التداخل متوازنا ولا يثير اشكالات عليه في مدرج آخر، بأن يرفض اولا الحديث او التعليق على قضايا طرفيها لديهما مواجهتان مهمتان في تمثيل خارجي للوطن، وان يقدم نصحا سواء للموجودين في الاستوديو او لادارتي الفريقين، ان يقفلا ملف القضية ولو بشكل مؤقت دعما لممثلي الوطن بغض النظر عن الاسماء والالوان. فالجماهير الرياضية اصبحت اكثر وعيا وتدقيقا وتبدي غضبها عندما تشعر بميل الكفة من مسؤول لفريق آخر، خصوصا ان الرئيس العام تحدث في اول يوم من تعيينه عن حرصه على فرض العدل، ونحن لازلنا نثق في هذا، إذ ربما يفسر ان العدل غاب عندما علق على قضية، وكان تعليقه لمصلحة طرف وضد الطرف الاخر، وربما يفسر ايضا انه دعم لممثل الوطن الاول واحباط لمعنويات الثاني. * نعم هناك اخطاء من هذا الطرف او ذاك لكن يفترض ان تحل بالقانون والحكمة وتغلق ملفات كل القضايا حسب النظام، فالمنافسة الشريفة يجب ان تستمر في الملعب فقط، وألا تخرج بصورة أو اخرى الى مكاتب المحاماة والمحاكم الشرعية، واذا حدث ذلك فإنها لن تصبح كرة قدم بل اشبه بقضايا النزاعات على العقار او القضايا الاسرية، وليس من العقل ولا المنطق التعليق من المسؤول على احداث رياضية، بأن هذا الحدث طبيعي والاخر القرار فيه منقوص من قبل بعض اللجان، فلا يمكن ان يصدق عاقل ان اللجنة تجرؤ على اتخاذ نصف قرار من دون العودة لاعتماده من المسؤول الاول.