ليس بغريب مطلقاً أن تنال الروائية السعودية رجاء عالم جائزة البوكر لهذا العام، فهذه الجائزة وما ستحصل عليه مستقبلا من جوائز وحضور إبداعي في المشهد الإبداعي العربي، هو نتيجة إخلاص لفن الكتابة، فرجاء عالم مثال جيد للتميز من خلال النسق الكتابي الذي عرفت به بدءًا من روايتها « أربعة صفر» وانتهاء بروايتها « طوق الحمام» والتي فازت بها بجائزة البوكر، الجميل أن رواية أربعة صفر حصلت على جائزة ابن طفيل للرواية من المعهد الأسباني العربي للثقافة منذ سنوات، ومن يقرأ لرجاء يجد حضور مكة في أغلب رواياتها وبكل تأكيد مكةالمكرمة ليست مدينة عادية بقد ما هي مدينة لها قدسيتها ومكانتها لدى جميع المسلمين، ولها تنوعها العرقي والاجتماعي، عموماً أعمال رجاء عالم الإبداعية ومنها ما كتبته من قصص قصيرة والثلاثة أعمال المسرحية، التي أصدرتها في بداياتها، تمثل مكتبة إبداعية مختلفة ومتميزة تستحق القراءة. أمر آخر يتعلق بحصول روائية سعودية على جائزة البوكر، يؤكد أن الرواية في المملكة العربية السعودية حققت مكانة جيدة، وأصبح لها حضور في المشهد الثقافي العربي، ففي العام الماضي فاز الزميل عبده خال بالجائزة، وها هي رجاء عالم تنال الجائزة، ولو كانت مناصفة مع الروائي المغربي محمد الأشعري، ولكن بكل تأكيد فرضت الرواية حضورها وتصدرت الروايات العربية لعام 2010 و2011م، ونحن هنا كما احتفلنا بفوز عبده خال العام الماضي نواصل احتفالنا وابتهاجنا بفوز رجاء عالم لهذا العام ومزيداً من التألق والإبداع.