الرواية السعودية ليست ظاهرة إعلامية، كما روج بعضُ كتاب الداخل والخارج، وإنما حقيقة ضربت جذورها عمق أرض الأدب العربي.. هذه جائزة البوكر العربية تؤكد هذا الأمر، وللسنة الثانية على التوالي، مع حصول الروائية السعودية رجاء عالم على الجائزة، مناصفة مع الروائي المغربي محمد الأشعري. غير أن فوز رجاء عالم بهذه الجائزة، لا يعد مكسبا خاصا للأدب السعودي وحسب وإنما أيضا، يمثل التتويج الأول للرواية النسوية العربية في جائزة البوكر، حيث تعد رجاء عالم أول روائية عربية تفوز بهذه الجائزة المهمة؛ دون أن ننسى أن فوز صاحبة رواية (خاتم) هو أيضا، بمثابة انتصار بليغ لمجهود ومثابرة وإصرار الروائيات السعوديات ككل، في التعبير عن ذواتهن الإبداعية والفنية والجمالية، بعد سنوات من تصدر الروائيات السعوديات للمشهد الروائي السعودي. عبده خال: فوز الأدب المحلي بجائزتي «بوكر» دليل إثبات على جودة ما يكتب من جهته أشار الروائي السعودي عبده خالد الى أن فوز رجاء عالم، بجائزة البوكر العربية، جاء تأكيدا على أن الأدب الذي يكتب في هذه الرقعة الجغرافية، لم يعد، أيضا طارئا أو أدبا هامشيا، بل تحول إلى أدب يتم استهلاكه من قبل القراء و النقاد العرب؛ معطيا – هذا الأدب - زخما بأن ما يكتب، يوازي ما يكتب في بقية العالم العربي. وأكد صاحب رواية (ترمي بشرر) أن حصول الأدب المحلي على جائزتين في عامين متتاليين (البوكر)، تعد عربيا على أنها شهادة إثبات على جودة ما يكتب وليس كما يقول نقاد محليون من أن هذا الأدب هو أدب فضائحي يتماس مع الرغبات الدنيا في النفس البشرية؛ بل هو أدبٌ استطاع أن يصل بالمشاعر الانسانية في هذه الرقعة الجغرافية إلى تشكيل وتعميق أزماته ووجوده الإنساني في جوانب فلسفية يتم تعاطيها من خلال الرواية. وينبه عبد خال الى أن رجاء عالم حصدت على جوائز كثيرة وعالمية، سبقت بوكر (طوق الحمام) كجائزة ابن طفيل من أسبانيا. مضيفا: إلا أن الكثيرين بقوا مشككين في ما يكتب محليا. الآن هذا الجهد الذي بدا لروائيينا من سنوات طويلة، بدأ يثمر عن تحقيق جوائز عالمية أيضا؛ رسخت حضور الأدب المحلي على جميع المستويات. عبدالوهاب أبو زيد الروائية السعودية أميرة المضحي عبرت عن سعادة عارمة اجتاحتها لفوز روائية سعودية، كيف إذا كانت رجاء عالم، مضيفة:أنا سعيدة وفخورة أيضاً بفوز الروائية السعودية رجاء عالم بجائزة البوكر في نسختها العربية وأرى فوزها تكليلاً لمسيرتها الابداعية، وتكريساً لحضور وحرفية الرواية السعودية عربياً خلافا لنظرية المركز والأطراف التي ظلت ملازمة للجوائز العربية. وتؤكد أميرة المضحي أن رجاء عالم فوق مستوى الاحتراف، قضيتها مصوبة على القارئ الساعي إلى الإبداع فقط، بعيداً عن البروباغندا والإثارة الوقتية و الصحفية؛ لأنها مؤمنة بأن قلة من ستبقى أعمالهم في الجدان والذاكرة من بين جميع المارين على درب الرواية. مؤكدة أن فوز رجاء عالم هو فوز للروائيات السعوديات أيضا. أما الشاعر عبد الوهاب أبو زيد فقد أشار إلى أنه رغم عدم اطلاعه على رواية رجاء عالم الأخيرة والفائزة بالجائزة إلا أنه على ثقة تامة بأنها ( ككاتبة وروائية مبدعة) تستحق الفوز بهذه الجائزة وبغيرها من الجوائز التي ربما اعتبرت أرفع منزلة وأكثر عراقة منها. وأضاف الشاعر السعودي إلى إن صاحبة رواية (ستر) هي مثال يجب أن يحتذى للكاتب/ الكاتبة التي تكرس نفسها للكتابة وللكتابة فحسب بعيدا عن ضجيج الإعلام وصخبه وزيف الأضواء ووهجها الزائفين. وتلك، على أي حال، أمور لا ينخدع بها إلا البسطاء من الناس أو ذوو الثقافة الضحلة. مؤكدا ان رجاء عالم كاتبة متفردة ومتميزة بكل المقاييس وقد نجحت منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة في أن تصنع لنفسها- باستحقاق وجدارة- اسما يحمل سمات الكتّاب الذين لا ينحصر أثرهم وتأثيرهم على زمانهم فحسب بل من المرجح أن يمتد لأزمنة أخرى قادمة.