لنقف اكثر على الفوضوية المستمرة لدى اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم وتمييع الحقائق و»عسف» اللوائح او عفسها تارة وكسرها وفق الاهواء تارة أخرى لابد ان نتابع طريقة تعامل هذه اللجان خصوصا «الفنية» و»الاحتراف» مع احتجاج نادي نجران ضد اشراك نادي التعاون للاعب بدر الخميس في مباراة الفريقين الاخيرة في الدوري وهو الذي لم يمضِ على تحويله هاويا أكثر من شهر قبل ان يتم قيده ضمن قائمة المحترفين في ناديه، واذا كان التعاون يتمسك بموقفه على اعتبار ان الامانة العامة سمحت ب «تمرير» تسجيل اللاعب كحالات سابقة اثير حولها الجدل وبت في بعضها والابعض الاخر تم حفظه على غرار قضايا سابقة انتهت بتشكيل اللجان لها فإن لجنتي الاحتراف والفنية يتحملان مسؤولية عدم البت في هذا الاحتجاج الذي لا يحتاج الى أي جهد او مكاتبات تستغرق وقتا طويلا، فقط العودة الى اللائحة الموجودة واصدار القرار بالرفض او القبول!. مصلح ال مسلم يقول البعض إن اللجنتين لم تبتا في الاحتجاج والكل منهما تقذف الكرة باتجاه مرمى الاخرى تجنبا للاحراجات فيما لوصدر قرار بسحب النتيجة كون رئيس التعاون عضوا في لجنة الاحتراف ولديه نفوذ أكثر من العضو الاخر رئيس نجران مسلم ال المصلح، وهذا يدعونا الى التساؤل ما ذنب نجران ان يصادر حقه ويهمش احتجاجه كون محمد السراح عضوا في لجنة الاحتراف، هذا لا يخدم الرياضة ولا الاحتراف، انما يثير المشاكل ويغيب الحقيقة ويهمش اللوائح، الكثير من القضايا شبه المستعصية تم حلها والبت فيها خلال فترة وجيزة، بينما احتجاج نجران تاه بين ادراج اللجان ولم يصدر فيه أي قرار، لماذا؟ لأن سياسة المجاملات وتمييع القضايا الواضحة والصريحة لا يزال شعار الكثير من اللجان التي لا يهمها ان تبسط يد الحق، ولكنها تراعي في قراراتها بعض الخواطر، هي لا تريد ان تغضب انصار نادي نجران على اعتبار ان معهم حق، ولا ترغب ان تغضب عضو لجنة الاحتراف ورئيس التعاون، وبرأيي ان تدخل اعلى سلطة في الاتحاد السعودي لكرة القدم بات امرا ضروريا فمثل هذه الاحتجاجات الواضحة والتي لا تحتمل اكثر من خيارين، اما الرفض او القبول لا يمكن ان تخضع للتسويف على غرار احتجاجات سابقة دفع ثمنها الكثير من الاندية بسبب فوضوية اللجان والتدخلات الداخلية والخارجية. بدر الخميس الكثير من الرياضيين يتطلعون الى الخصخصة والى برامج تطويرية للرياضة على المدى البعيد تنقلها الى الاحترافية وسرعة القرار، واحتجاج لا تكلف دراسته اللجان المعنية شيئا لم يبت فيه حتى الان، اذن الفوضى لا تزال مستمرة واللوائح في خبر كان، والمجاملات لا تزال تسيطر على تحركات وقرارات الكثير من اللجان، واذا كان الاتحاد السعودي يعرف الحقيقة دون تحرك فهذه مصيبة واذا كان لا يعرفها واصبح يكتفي بدور االمتفرج فالمصيبة اعظم، لأن في ما يحدث امتهان للائحة، وسكوت ليس له مبرر، وتجاوز للنظام، وعدم احترام للعمل المناط بهذه اللجان، وتكريس لمفهوم «الواسطة» فوق القانون» والا بماذا نفسر التسويف من قبل اللجان المعنية على الرغم من تناول الاعلام والمطالبات النجرانية المستمرة بحسم الامور وما يثير الريبة ان اللجان المعنية تلتزم الصمت وتتحاشى التصريح حول هذه القضية، وكأن الحديث عنها بات محضورا وهذا يكشف حالة التردد، وكل ما نخشاه ان يتم هذا التسويف الى المباراة الاخيرة في الدوري لمعرفة ترتيب الفريقين ومن ثم البت في الاحتجاج، وهذا لا يليق برياضة يفترض ان تقوم على الاحترافية والحزم ونبذ المجاملات والتمسك بمبدأ العدالة في جميع القضايا والقرارات، وما حدث لنجران ما لم يكن هناك وقفة صادقة من المسؤولين في رعاية الشباب والاتحاد السعودي سيتكرر وستضرر منه اندية كثيرة والضحية هي الرياضة التي اصبحت لا تتحمل المزيد.