على هامش الأسبوع الثقافي الإيراني المقام حالياً في مدينة الرياض عقد مساء أمس الاثنين مؤتمر صحفي لمعالي أحمد مسجد جامعي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، حيث تحدث معاليه عن سعادته بوجوده في المملكة وقيام هذا الأسبوع بقوله: إن قيام هذا الأسبوع الثقافي بداية تطور في العلاقات السعودية الإيرانية. ويسرني أن أؤكد أن هناك خمسة إعلاميين سعوديين يقومون بزيارة لإيران الآن للتعرف عليها، وبكل سرور يمكنني القول بأننا استطعنا افتتاح وكالة أنباء إيرانية في المملكة وكذلك فتحت وكالة أنباء سعودية في إيران، فخلال هذه الزيارة تحدثنا مع الاخوة المسؤولين عن تطور العلاقات الفنية والثقافية ومختلف المجالات، ولكي نعمل سوياً في رفع المستوى الثقافي في البلدين، إذ أن هناك نشاطا في مجال السينما في إيران وأيضاً نقوم سنوياً بإصدار خمسمائة ألف كتاب سنوياً في إيران وأكثر من مائة صحيفة يومية في إيران، وكل هذه الامكانات ستفتح المجال أكثر وأكثر في علاقاتنا مع المملكة، وهناك نشاط أكثر في تعاون المملكة فيما يخص معرض الكتاب الدولي الذي يقام سنوياً في إيران، كما أتمنى أن تنجح جميع الفعاليات التي تخص الشباب في بلدينا، ومجال السياحة أيضاً هناك تطور في زيارة الاخوة السعوديين للجمهورية الإيرانية، وختاماً أريد أن أوجه الشكر والامتنان لا سيما المسؤولين الذين قاموا بجهد جبار لعقد فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني في المملكة وعلى رأسهم أخي وزير الثقافة السعودي ود. فؤاد الفارسي، وأشكر محطات التلفزيون السعودي التي شاركت بفعالية في تغطية هذه الفعاليات، كما أتمنى أن أرى أسبوعاً ثقافياً سعودياً في إيران. في سؤال حول اقتصار السياحة السعودية لإيران على السياحة الدينية فقط مع أن إيران تشتهر بالمناظر الخلابة والطبيعة الجذابة والآثار القديمة، أجاب معالي أحمد جامعي بأنه يسعدنا في إيران إبراز الحياة الثقافية في مجالاتها المختلفة، فالإمكانات متوفرة وأتمنى أن توظف هذه الامكانات وهناك أماكن كثيرة لم يكتشفها الزوار السعوديون، كما أتمنى أن الحجاج الإيرانيين يطلعون على الأماكن السياحية في المملكة والتعرف عليها بشكل أكبر، ومثل هذه الزيارات تزيد المحبة والأخوة بين البلدين، وقد تحدثت مع وزير السياحة بهذا الشأن ونحن في إيران نرحب بالمواطنين السعوديين، وهناك أكثر من عشرين ألف زائر سعودي زاروا إيران خلال هذا العام، وهناك مسافة كبيرة بيننا وبين تحقيق ما نطمح إليه نتمنى أن نتجاوزها بسرعة، والشعب الإيراني يكن محبة كبيرة للشعب السعودي، وهذا يسهل علينا مشروع الزيارات السياحية بين البلدين. وفي سؤال ل «الرياض» حول مشاركة المرأة الإيرانية في صياغة المشهد الثقافي الإيراني أجاب معاليه بأن الثقافة لا تقتصر على جنس دون آخر ولا عمر محدد فجميع الإيرانيين مرتبطون بنوع من أنواع الثقافة أو أكثر والمرأة الإيرانية مشاركة في جميع جوانب الثقافة، بل إن حضورها يكون أقوى من الرجل في بعض المجالات كالفن والتعليم العالي، وهناك أيضاً السينما الإيرانية وأنتم تعرفون مكانتها العالمية فقد فازت بعدة جوائز وتحتل مكانة مرموقة على المستوى العالمي، والمرأة تحتل دوراً فاعلاً في السينما الإيرانية في جميع جوانبه من إخراج وإنتاج وتمثيل، ولكن دورها يكون في ظل المبادئ والتعاليم الإسلامية، فنحن نعرف قيمنا الإسلامية ولكنا نستفيد من الإمكانات المتطورة التي وفرها العالم الحديث. وفي سؤال حول الفجوة الثقافية بين العرب وإيران، أجاب معاليه بأنني لا أعلم أن هناك فجوة فنحن نكمل بعضنا بعضاً ولدينا مشتركات كثيرة فديننا واحد وقبلتنا واحدة، ولا بد لنا من تبادل للحوار والخبرات إذا أردنا أن نخاطب العالم، ونحن بحاجة إلى هذا التعاون والتقارب اليوم أكثر من أي وقت مضى. وفي سؤال يتحدث عن قوة العامل الاقتصادي الذي قد يكون قرّب بين البلدين أكثر من العامل الديني؟ أجاب معالي أحمد جامعي بأن الاقتصاد والدين لكل منهما دور خاص، فالاقتصاد مسألة هامة جداً، وإذا لم يكن هناك بنية تحتية ثقافية لا يمكن أن ننجح في تطوير العلاقات الاقتصادية، فالحج مثلاً فيه جانب ديني وجانب اقتصادي لا يمكن انفصال أحدهما عن الآخر حتى الدول الاقتصادية لكبرى لا يمكن أن تتواصل بدون بنية تحتية ثقافية قوية، إذاً فالمجال الثقافي يمكنه أن يطور الاقتصاد، فأقول بأن الاقتصاد وغيره من المجالات مهمة جداً، ولكنها بحاجة إلى أرضية تمهدها العلاقات الثقافية فالثقافة تهتم بنفوس وقلوب الناس والتواصل الثقافي له دور كبير في تطوير العلاقة بين البلدين. وفي سؤال حول التعاون الثقافي ومشاريعه المستقبلية بين البلدين أجاب معاليه بأن هناك اتفاقيات مشتركة في مجالات كثيرة منها المجال الرياضي مثلاً، وهناك مجال الكتاب بإقامة ومشاركة البلدين في معارض الكتب وهناك مؤسسات زرتها في السعودية تهتم بالمخطوطات وهذا عمل قيم أتمنى التعاون فيه بين مؤسساتنا الثقافية كذلك هناك اتفاقيات في مجال التعليم بتبادل الطلاب وتعليم اللغة الفارسية في الجامعات السعودية، وهناك تبادل مراسلين وإعلاميين بين البلدين قائم الان، وأعتقد أن هناك خطوات عملاقة في الخمس سنوات الماضية بين البلدين وأعتقد أن المستقبل زاهر ومشرق في التعاون الثقافي، وأرى أن أمامنا فرص كثيرة لابد من استغلالها.
