شرعت أمس الاثنين محكمة الجنح الباريسية في محاكمة خمسة أشخاص متهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وبالسعي إلى القيام باعتداءات تطال السفارة الأمريكية في العاصمة الفرنسية. ويعتبر القضاء الفرنسي ان جمال بيغال المواطن الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية والذي يبلغ التاسعة والثلاثين من العمر هو الذي يقود المجموعة المتهمة. وكان هذا الأخير قد أوقف في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر يوليو عام 2,,1 وسلم السلطات القضائية الفرنسية في أواخر سبتمبر من العام نفسه. وقد أكد في التحقيقات التي أجراها معه أحد القضاة الفرنسيين المكلفين بشؤون الإرهاب ان أبا زبيدة، أحد مساعدي بن لادن، كان قد طلب منه عندما كان يقيم في أفغانستان الإشراف على الإعداد لعدد من الاعتداءات التي كانت تستهدف المصالح الأمريكية في دول أوروبا الغربية ومنها السفارة الأمريكية في العاصمة الفرنسية. وقال أيضاً إن حركة طالبان التي كانت في السلطة في أفغانستان آنذاك قد أقامت تحالفاً مع تنظيم القاعدة. ولكن جمال بيغال تراجع فيما بعد عن كثير من الاعترافات التي أدلى بها خلال جلسات التحقيق الأولى معه قبل نقله من دولة الإمارات العربية إلى فرنسا. ومع ذلك فإن بعض اعترافات المتهم سمحت لأجهزة القضاء والأمن الفرنسية بالاطلاع على جانب من طرق العمل التي كانت تعمل بواسطتها كثير من «الخلايا النائمة» التابعة لتنظيم القاعدة والمنتشرة في دول أوروبا الغربية ولاسيما في بلجيكا وهولندا وألمانيا. فقد اتضح مثلاً من خلال اعترافات بيغال أنه كان على صلة بشاب تونسي يدعى نزار الطرابلسي الذي أوقف في بلجيكا بعد يومين على أحداث الحادي عشر سبتمبر عام ألفين وواحد. وقد أصدر القضاء البلجيكي بحق هذا الأخير حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة الإنتماء إلى تنظيم القاعدة. ومن الأشخاص الآخرين الذين كانت لديهم صلة ببيغال مواطن فرنسي يدعى جيروم كورتاييه. وقد صدر ضده هو الآخر في شهر يونيو الماضي حكم بالسجن لمدة عشر سنوات من قبل محكمة لاهاي الهولندية. وستستمر محاكمة جمال بيغال والمتهمين الأربعة الآخرين إلى يوم السادس عشر من شهر فبراير القادم وذلك بمعدل ثلاثة أيام كل أسبوع هي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء. أما المتهمون الأربعة الآخرون فهم رشيد بن مساهل نبيل بونور وجوهان بونتي وعبدالكريم الفقير.