لقد تكفل الشعب السعودي المسلم العربي الأصيل المحب لوطنه وقيادته بتوجيه الصفعة القوية في وجوه من ليس لهم وجوه بعد اليوم وليس لهم وجود أصلاً، عندما أخرس ألسنتهم وفكك خططهم وأحرق مشاعرهم وجعلهم يعرفون مقدار التلاحم الحقيقي بين الوطن والمواطن، فمهما كتبنا وقرأنا وقلنا ووصفنا لا يمكن لأحد أن يصف ما عبر عنه الشعب بمختلف أعمارهم وأطيافهم خلال الأيام الماضية، فهي قصة قديمة بدأت ولا زالت مستمرة، قصة بين أب وأبنائه، بين راع ورعيته، بين وطن ومواطن تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله). المملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية كبيرة في المنطقة أثبتت ولله الحمد أنها من بين الدول الأكثر استقرارا وأمانا، وهذا سيكون له التأثير الايجابي الكبير في الفترة المقبلة على الاقتصاد بشكل عام، فنحن لا زلنا في البداية والدعم الذي أعلن بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله سيكون له الأثر الطيب للمواطن والوطن، وهناك الكثير من الإصلاحات الاقتصادية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين ستؤتي ثمارها إن شاء الله، فلدينا الإمكانيات والقدرات ومتى ما تم الإخلاص في العمل والصدق في التعامل حينها لن يكون هناك أي خلل واضح في أي مجال كان. في هذه المرحلة المهمة يجب علينا توضيح الأولويات والبدء في معرفة المشاكل التي نعاني منها اقتصادياً، فمشكلة الإسكان والبطالة تأتي في المقدمة، فالإسكان كان له النصيب الكبير من الاهتمام من حيث دعم صندوق التنمية العقاري والهيئة العامة للإسكان، وهناك حالياً مقترح تم تقديمه للجنة العقارية في الغرفة التجارية ومتى ما تم اعتماده سيكون له الأثر الايجابي لحل مشكلة الإسكان خلال العقدين القادمين، ونتمنى أن تصل اللجنة التي أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتشكيلها لدراسة تزايد أعداد خريجي الجامعات إلى نتيجة خلال 4 أشهر ليتم البدء في القضاء على البطالة تدريجياً، وإحلال العمالة الوطنية بدلاً من الوافدة، فمرحلة اليوم هامة ولا تقبل التأخير وعلينا جميعاً أن نكون صفا واحدا ونترك المجاملات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والبدء في الصراحة ومعرفة المشكلة لمعرفة حلها، فالخطأ متوقع والقصور وارد والنقص ممكن أن يقع، ولكن المهم الاعتراف به والأهم هو البدء في العلاج. الخلاصة أن من يشاهد مشاعر الشعب على اختلاف أعمارهم ومراتبهم ليدرك تماما أن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين وقبلة المسلمين في نعمة عظيمة وفرحة كبيرة تستحق الشكر من الله سبحانه بالقول والعمل وأننا في المملكة إذ نرى ذلك نرفع الأيادي لله سبحانه أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، ونقول للجميع أن هذا الوطن أمانة في أعناقنا والواجب علينا المحافظة على هذه النعم بالنصح والإخلاص والمشورة والرأي السديد وصلاح السريرة، فإذا صلحت النية صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد العمل معها، ونحن بلا شك غير معصومين من الخطأ والدولة رعاها الله فتحت الأبواب لنا، فالمطلوب منا الصدق والصراحة والإخلاص في العمل وترك النفاق والمجاملات فالوطن هو المهم، فتلك النعم ما كانت لتكون لولا أن السعودية حفظها الله جعلت القرآن والسنة هي المنهج الواضح والدستور الذي يحكم به. * رجل أعمال