قصفت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي مصفاة نفط ومناطق سكنية في بلدة راس لانوف حيث تقاتل قوات المعارضة المسلحة القوات الحكومية. كما تعرضت البلدة لقصف جوي مكثف. اضافة الى اشتباكات تركزت في المنطقة السكنية. الى ذلك نأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنفسها عن طريقة التعامل الفرنسية أحادية الجانب تجاه الملف الليبي. وطالبت ميركل فور حضورها قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الجمعة، بإشارة مشتركة من الاتحاد الأوروبي وحذرت من الانقسام داخل الاتحاد. وأكدت ميركل: "نعتزم القيام بكل ما في وسعنا للحد من معاناة الشعب الليبي. يجب علينا التفكير جيدا في الخطوات التي نقوم بها حتى نصل بالأمر إلى نهاية عاقلة". أحد الثوار ضد الزعيم الليبي في مدينة بنغازي يبكي رفيق له قتل في المواجهات مع كتائب القذافي (أ ب) وطالبت ميركل في الوقت نفسه بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي على الفور وقالت: "يجب أن يكون واضحا للغاية أن الشخص الذي يقود حربا ضد شعبه ليس شريكا في الحوار مع الاتحاد الأوروبي". وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إن فرنسا وبريطانيا مستعدتان إلى توجيه ضربات " محددة" ضد القوات الموالية لمعمر القذافي لاسيما إذا استخدمت هذه القوات أسلحة كيميائية ضد المواطنيين الليبيين. ولكن الرئيس الفرنسي اشترط عدة شروط لتوجيه مثل هذه الضربات منها بشكل خاص الحصول على إذن من مجلس الأمن الدولي ومن جامعة الدول العربية ومن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا والذي تأسس يوم السادس من شهر مارس الجاري واعترفت به فرنسا كممثل شرعي للشعب الليبي. وقد علمت " الرياض" أمس من مصادر أوروبية مطلعة أن الرئيس الفرنسي لم ينجح في إقناع نظرائه بضرورة التعامل مع مستجدات الأزمة الليبية وبخاصة انطلاقا من نقاط كان قد أردجها مع ديفيد كامرون رئيس الوزراء البريطاني في رسالة أرسلاها قبل يومين إلى هرمان فون رامبوي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي. وتنص هذه الرسالة على ضرورة الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي وعلى ترحيل ما وصفه ساركوزي وكامرون ب ''عصابة القذافي" وإقامة مناطق في بلدان الشمال الإفريقي تعنى بالجوانب الإنسانية ذات الصلة بالأحداث التي شهدتها أو تشهدها حاليا تونس ومصر وليبيا وتعمل على الحيلولة دون سفر كثير من المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر هذه البلدان. معارض للقذافي يردد هتافات ضد النظام في مدينة بنغازي (أ ب) وأكدت المصادر ذاتها أن المقترحات الفرنسية والبريطانية لم تجد تجاوبا لدى كثير من قادة دول الاتحاد الأوروبي الآخرين. وأكد هؤلاء أن التدخل العسكري المحتمل في الشؤون الليبية أمر غير مقبول الآن وغير مجد. بل إن بعضهم دعا لضرورة التريث قبل الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. وتشاطر هذا الموقف أطراف سياسية فرنسية شعبية ومنتمية للمعارضة وحتى للحزب الحاكم في البلاد مما دفع الرئيس الفرنسي أمس إلى القول إن" فرنسا متحفظة كثيرا " على مبدأ تدخل عسكري في ليبيا من قبل حلف شمال الأطلسي ".