قال شهود إن أكثر من 200 خريج جامعي عاطل خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بوظائف في المنطقة المنتجة للنفط في شمال السودان امس في إظهار غير معتاد للاستياء في منطقة حساسة سياسياً. وسارعت الشرطة السودانية بايقاف سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في شمال السودان هذا العام بعضها طالب بإنهاء حكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ 21 عاما متأثرة بالانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي. ولكن هذه الاحتجاجات لم تجتذب أعدادا كبيرة. وقد تثير احتجاجات امس الخميس المطالبة بفرص عمل في بلدة الفولة بولاية جنوب كردفان قلق الحكومة إذ إن المنطقة يهيمن عليها بدو المسيرية وهم من القبائل العربية جيدة التسليح التي ساندت الخرطوم في الماضي. وتقع الفولة في المنطقة النفطية السادسة بالسودان التي يسيطر عليها كونسورتيوم تقوده شركة النفط الوطنية الصينية. وجاءت الاضطرابات التي تشهدها مصر وليبيا المجاورتان في وقت حساس بالنسبة لحكومة الخرطوم التي تواجه بالفعل أزمة اقتصادية وانفصال الجنوب المنتج للنفط وتمرداً في دارفور في غرب البلاد. وتقع ولاية جنوب كردفان على حدود دارفور وجنوب السودان. وقال شاهد لرويترز في اتصال هاتفي إن الخريجين احتشدوا في شوارع الفولة صباح امس ورددوا هتافات يطالبون فيها بوظائف. وأضاف أن الشرطة لم تتدخل على الفور لوقف الاحتجاج أو اعتقال الخريجين. ولا توجد أعداد رسمية للعاطلين في السودان لكن المحللين يقدرونها بنحو 20 بالمئة. وعادة ما يشكو الخريجون خاصة في جامعات خارج الخرطوم من نقص فرص العمل. وأول أمس الأربعاء اعتقل رجال أمن عشرات من أنصار المعارضين منهم الزعيم الشيوعي محمد ابراهيم نقد بعد دقائق من بدء احتجاج في وسط الخرطوم ضد حكم البشير. وقال منظمون انه في الحالتين أطلق سراح النشطاء بعد بضع ساعات من انتهاء الاحتجاجات. من جهة أخرى قال الجيش السوداني ان متمردي دارفور هاجموا قافلة امداد تابعة له في جبل مروة وهو معقل جبلي للمتمردين مما ادى الى مقتل 17 شخصا على الاقل. ولم يتسن الاتصال بمتحدث عن الجماعة المتمردة للتعليق والتي قال الجيش انها فصيل من جيش تحرير السودان يتبع عبد الواحد النور والذي انسحب من محادثات السلام عام 2006 ورفض العودة منذ ذلك الحين. وقال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش ان الجيش السوداني تعرض لهجوم من جانب قوات عبد الواحد في روكورو بجبل مروة يوم الثلاثاء الماضي. وذكر ان الجيش اجبرهم على الانسحاب وان 15 فرداً من جانب المتمردين قتلوا الى جانب اثنين من الجيش السوداني. وصرح خالد بأن الجيش كان ينقل معدات عسكرية الى قاعدته في روكورو بجبل مروة وهي منطقة في وسط دارفور وهي واحدة من المعاقل الرئيسية لجيش تحرير السودان.