قال نائب رئيس هيئة أبوظبي للتراث والثقافة زكي نسيبة إن العالم الاسلامي أصبح منذ القرون الوسطى ولايزال شريكا أساسيا في بناء الحضارة الإنسانية من خلال إسهامات مفكريه وفلاسفته وعلمائه في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي " لقاء الحضارات حول العالم الإسلامي " الذي نظمته جامعة باريس السوربون أبوظبي بمقرها واختتم يوم أمس الخميس. وتدور محاور المؤتمر حول الحقبة المعروفة في الغرب باسم " العصور الوسطى" وتحديدا ما بين القرنين الثامن والرابع عشر للميلاد " القرنان الثاني والثامن للهجرة" والصلات التي تطورت خلال هذه الفترة بين العالم الإسلامي وكبرى الحضارات مع وقفة خاصة للدراسة والنقاش حول العالم المعاصر والدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة كحلقة وصل بين الشرق والغرب. ثم ألقى الأستاذ الان ازواو سفير الجمهورية الفرنسية لدى الامارات كلمة أكد فيها أن المؤتمر جزء من المهام البحثية للجامعة في مجالات الفكر والعلوم من جهة نظر فرنسية كما أنه دليل على اهتمام الجامعة بحوار الحضارات الذي يعتبر ضروريا للقاء بين الشعوب والتعريف بثقافاتها. وتحدث الدكتور عبد الله سند السويدي مدير الأبحاث بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية عن السياسة الثقافية في الإمارات منذ الاستقلال عام 1971. وأشار في ورقته إلى مكونات الثقافة في الإمارات وتطورها مع النمو الاقتصادي وبروز الهوية الوطنية ونوه إلى ظهور مؤسسات العمل الثقافي وزيادة الوعي لدى جيل الشباب بالانتماء إلى الثقافة الوطنية للإمارات ومواجهة تحدي التوازن مع الثقافات الأخرى. ثم تحدث البروفيسور بيار توبير عضو أكاديمية المخطوطات والاداب الفرنسية عن الغرب في القرون الوسطى وما يدين به للعالم الإسلامي وعن التعايش الذي تجلى بين ثلاث ثقافات على الأقل هي الإغريقية واللاتينية والإسلامية في الغرب المتوسطي بين القرنين الثامن والثاني عشر للميلاد ومنذ الفتح الإسلامي في إسبانيا القوطية انطلاقاً من مدن ناشطة بشكل خاص مثل طليطلة وباليرمو أو بيزنطة/القسطنطينية. وحول أول التبادلات بين بيزنطة والشرق الإسلامي " القرن السابع – القرن العاشر" تناول البروفيسور طاهر منصوري من جامعة تونس موضوع التبادلات بين الشرق الإسلامي والبيزنطيين والأبعاد العسكرية التي سمحت باكتشاف متبادل وولدت أشكالاً جديدة من التبادل من دون انقطاع التبادلات التقليدية وهي التبادل البشري " سجناء وأسرى" وهجرة وأيضاً التبادل الاقتصادي عبر مجموعة التجار المسلمين القاطنين في بيزنطة أو حتى من خلال أصداء استهلاك المنتجات البيزنطية في أرض الإسلام. وفي مداخلة حول أولى اللقاءات بين العالم الاسلامي والغرب المسيحي " القرن الثامن – القرن العاشر" استعرض البروفيسور ميشيل سو عدة محطات تاريخية في العلاقة بين الغرب والشرق الإسلامي بما فيها بعض المعارك والحروب وانتقال الخلافة من الأمويين " بدمشق إلى العباسيين في بغداد.