استكمالًا لحديثنا الاسبوع الماضي عن المرأة .. فقد شكلت المرأة جزءاً مهماً من ثقافات الشعوب .. وكانت عنصرا ثريا في القصص والحكايات والروايات .. وعلى مر العصور ظلت المرأة الملهمة الأولى للشعراء وصاحبة الفضل في كل تلك المشاعر الجياشة والتاريخ الخالد من القصائد التي ظلت مئات السنين ترددها الألسن بإعجاب وانبهار. للمرأة سحرها الخاص .. لها بريقها الدافئ المشع الذي لا يضاهيه بريق آخر .. يصفها ميرابو أنها تشعل نار الحب بابتسامتها .. وتحاول عبثا إطفائها بدموعها .. ويقول عنها ماري لويز : المرأة كالمدن .. اذا عرفت كيف تطرق بابها .. استوليت على قلبها وروحها وجسدها. وللمرأة أسرارها .. وتضاهي المرأة ألف رجل بقدرتها على حفظ أسرارها في مكنونات قلبها ولا يمكن لكائن من كان أن يخترق خزائن تلك الأسرار الموصدة إلا اذا شاءت هي أن تفتح تلك الأبواب .. وهي كما وصفها لابروير .. يمكن للرجل أن يكتم سر غيره خيرا من سر نفسه .. أما المرأة فتكتم أسرارها خيرا من أسرار غيرها .. ويقول توماس .. المرأة يجب أن تثير حولها جوا من الغموض .. بحيث تجعل الرجل متشوقا الى اكتشاف سر هذا الغموض .. ولن يكتشف ذلك طوال عمره. في ملكوت المرأة من الممكن أن ترى النعيم .. وأن تشعر بالرخاء .. وأن تسعد سعادة دائمة .. اذا ما أحبت هي ذلك .. واذا ما كرهت فلا شيء يوقف كرهها .. واذا ما تلبسها شيطان الكره فلا حدود لكرهها .. ولا سقف لانتقامها .. وحين تتمرد المرأة فانها تتخلى عن المرأة التي بداخلها بكل ما فيها من لطافة ودعة وهدوء .. وتُبقي بداخلها فقط على الشيطان الذي تتلبسه ليسيطر عليها من أجل أن تحقق انتقامها .. وقد وصفها المرابي .. المرأة إذا أحسنت معاملتها .. كانت بهجة الحياة وملاك الرحمة .. وإذا أسأت معاملتها .. كانت نقمة الدهر .. ونذير الشقاء .. وقد قال الصينيون القدماء .. إن المرأة تحب حتى الموت ، وتكره حتى الموت .. ولكن حبها يتغير على نظرة واحدة .. أما كرهها فلا يتغير ولا يزول. محيرة هي المرأة .. هي الحب والحنان والأمان والاطمئان والدفء .. وهي النار والجحيم والقسوة في آن واحد .. لا يمكن أن ترسو على بر مع المرأة .. لا تدري متى تثور وتقذفك بنيرانها .. ومتى تملؤك بحنانها .. المرأة هي المرأة .. على مر العصور وفي كافة الحضارات والأديان والثقافات .. تتغير الوجوه وتبقى الصفات والطباع ثابتة .. كاذب من قال إنه يستطيع أن يستغني عن المرأة أو يعيش بعيدا عنها .. إنها رحمة الله وعذابه في وقت واحد. وقد قال لويس الثالث عشر .. أسهل علي أن أعقد الصلح بين بلاد أوربا كلها ، من أن أعقده بين امرأتين .. وفي المثل الألماني .. الشيطان يكفيه عشر ساعات ليخدع رجلا .. والمرأة يكفيها ساعة لتخدع عشرة شياطين .. ودمتم سالمين.