استهجن إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الدعوات المغرضة للتظاهرات الغوغائية في بلد التوحيد التي تختلف كليا عن البلدان الأخرى كونها بلد التوحيد ويحكمها ولاة أمر رحماء محبون لشعبهم, مؤكدا في ذات السياق أهمية وحدة الصف في وجه المغرضين والمتربصين الذين يستغلون الأحداث لنفث السموم وفتح أبواب الفتن التي لا تنغلق. وقال فضيلته: المظاهرات الغوغائية لا محل لها في بلاد الحرمين, لأن الشريعة الإسلامية هي المهيمنة على البلاد, وما وقع في البلاد التي غيرت حكامها ونظم الحكم فيها أمر يخصهم في تلك البلاد وهم أعلم بما يصلحهم, مشددا على أنه من الواجب الذي لا بد منه أن نكون عند الزعازع والفتن يدا واحدة وصفا واحدا حكاما وولاة أمر وعلماء ومواطنين لنحافظ على ديننا ووحدة وطننا ومصالحنا فإن المتربصين يتمنون اليوم الذي تختلف فيه الكلمة ليركبوا الموجة وينكلوا بالدين ويقطعوا أوصال البلاد فإنهم ينظرون إلى اختلاف الكلمة كما تنظر النسور إلى اللحم. وتحدث فضيلته عن أهمية الأمن قائلا: الأمن من أكبر النعم التي امتن الله بها على عباده قال الله تعالى: "أو لم نمكن لهم حرما آمنا, يجبى إليه ثمرات كل شيء, رزقا من لدنا", "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف", لافتا إلى أن الأمن من كيان الإسلام ومن شعائر الدين التي لا تظهر إلا في ظله, وبالأمن تأمن الطرق وتزدهر الحياة, ويطيب العيش, وتحقن الدماء, وتحفظ الأموال, وتتسع الأرزاق, وتفشو التجارات, وتتبادل المنافع, ويكف شر المفسدين, ويأمن الناس على الحرمات, والحقوق, ويؤخذ على يد الظالمين والمخربين, وضد ذلك تنزل بالمجتمع الكوارث, مع ضعف الأمن وانعدامه, ولعظم أهمية الأمن قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح معافى في بدنه, آمنا في سربه, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".