نتحدث عن (التثقيف) كثيرا، لكننا لا نعمل به على أرض الواقع، وهذا من جوانب حياتنا العامة الضعيفة في التطبيق، وفي كرة القدم والرياضة بشكل عام الوضع أكثر انكشافا. وعلى صعيد التحكيم، مهما تطور العمل في لجنة الحكام ومهما نجح الحكام هم دائما تحت المقصلة وكبش فداء وجدار قصير. ومن جانبها سبق وأعلنت لجنة الحكام عن نهج جديد ب (مكاشفة) حكامها (كل شهر) أمام من يريد المشاركة من منسوبي الأندية والإعلام في (ورشة عمل) ل (مناقشة) الأخطاء التي وقع فيها الحكام أو إنصافهم أمام من ينتقدون دون فهم. وفي الأسبوع الماضي أعلنت لجنة الحكام عن موعد ورشة العمل الجديدة، ولكن لم يحضر أي مسؤول من أي ناد، ولا لاعب، ومن الإعلام (ثلاثة) فقط..!!! الاتهامات والانتقادات والتشكيك في النزاهة لم يتورع في التغني بها بعض رؤساء وإداريي الأندية، وبعض اللاعبين طوال الشهر الماضي، وضجت بها أعمدة الكثير من الزملاء في مختلف الصحف الورقية والإلكترونية، ومع ذلك (لم يتكرموا) بالحضور للمناقشة والاستفادة أو الاستزادة من 95 لقطة اختيرت من 28 مباراة..! هذا يؤكد ضعف ثقافتهم في القانون والحوار وربما يحرجون بأنهم غير ملمين بما يفتون فيه على الهواء بالنسبة لمسؤولي الأندية أو في مقالاتهم بالنسبة للنقاد. أيضا اللاعبون، الذين (ينامون) صباحا ويتدربون (ساعتين) فقط في المساء، لم يكلف أي منهم نفسه عناء الحضور ولو ساعة في الصباح أو في المساء، وخصوصا أن اللجنة ناقشت الحكام ثلاث ساعات صباحا وثلاث ساعات مساء، ومن جانبي أجزم بأن اللاعب لن يهتم بهذا الجانب، وقد لا يحضر كثيرون مثل هذه الندوات حتى لو كانت في أنديتهم، وبالمناسبة سبق وعمم اتحاد القدم على الأندية في بداية الموسم بتحديد أوقات لإلقاء محاضرات في التحكيم وشرح التعديلات الجديدة، ولكن لم يتجاوب أكثر من 30% من الأندية الممتازة والدرجة الأولى، ربما أندية الدرجة الثانية أكثر...!!!! أغلب الأندية (المحترفة) تتعالى على نظام في الأصل هو من أهم واجباتها لتثقيف لاعبيها ومنسوبيها وفي مقدمتهم (الرؤساء.!!)، ولكن؟! وفي هذا الصدد أيضا، كثيرا ما عممت لجنة الاحتراف وتوعدت ووعدت ولكن في النهاية لا جديد ..لاحراك .. بل للخلف در..!! الأهم هنا أن نشيد بلجنة الحكام، سواء أكانت من ابتدع الفكرة أو طبقت مقترحا من أي جهة أو كان فرضا أو مبادرة من اتحاد القدم، نعم تستحق اللجنة الحالية بقيادة الأستاذ عمر المهنا التقدير والثناء، فهي على أقل تقدير تحرص على رفع مستوى حكامها، ولا سيما الجدد منهم لتقديم جيل جديد بتقنية عالية وثقة أكبر ووعي أقوى. وفي الوقت ذاته من واجبها أن تشدد على المتغيبين بالحضور في المرات القادمة وأن تبرمج الوقت الملائم للجميع، ولا يكون العذر متاحا لبعضهم بأن لديه مباريات خارجية بعد ثلاثة أيام، بعضهم ربما يحرج من أن يحاصر ببعض الأخطاء أمام زملائه، وهذا يثبت أن ثقته في نفسه ضعيفة، لذا يفترض أن يحسم عليه نقاط وتقليص مبارياته. بقي أن أشير إلى تناقص عدد الحكام الأجانب هذا الموسم كنقطة إيجابية في الثقة بالحكام السعوديين الذين هم بحاجة ماسة إلى الحماية من تصريحات مسؤولي الأندية بتطبيق لائحة العقوبات بحزم، والتصدي أيضا للأقلام التي تشكك في نزاهتهم.