"اسمي خان ولست إرهابيا!!" كما يردد بطل الفيلم والمصاب ب"متلازمة اسبرغر". الفيلم من إنتاج عام 2010، وأتيحت لي رؤيته مؤخراً. وبالفعل هو فيلم يستحق المشاهدة. القصة تبدأ من هجرة "رضوان خان" الهندي المسلم لأمريكا مع أخيه ومن ثم استقراره في مدينة سان فرانسيسكو. ولسوء الحظ تحدث أحداث 11 سبتمبر وهو هناك. ليعيش "رضوان"مرارة رد فعل الشعب الأمريكي تجاه المسلمين. تتطور الحكاية مع زواجه من امرأة هندوسية لها طفل، ومن ثم يُقتل ولدها من قبل البيض العنصريين، فتغضب من "رضوان" وتلومه فلو لم تتزوجه ويأخذ ولدها اسمه لما قُتل!. وتصرخ في وجهه بأنه"إرهابي وكل المسلمين إرهابيون" فينفي ذلك وتتحداه بأن يذهب ويقنع الأمريكيين بأنه ليس إرهابيا بمن فيهم الرئيس نفسه!!. وبالفعل يبدأ"رضوان" يردد في كل مكان"اسمي خان ولست إرهابيا"، ويحاول أن يُقابل الرئيس الأمريكي ليوصل له رسالة من انسان بسيط أدرك أنه لا الدين أو الاسم أو الدولة تدل أو تلتصق دوماً بالإرهاب!. فالإرهاب حاله كحال الجريمة لا وطن له. يردد "رضوان"مقولة أمه البسيطة (يا بني العالم مقسم الى قسمين أفراد طبيعيين وأشرار) ويعمل بها بالفعل، فلم يصنف من يقابله الى مسلم أو مسيحي أو يهودي بل الى انسان طيب وآخر سيئ. لدرجة أنه يقوم بالتبليغ عن طبيب مسلم استغل المركز الإسلامي ليزرع بذور الكراهية في قلوب المسلمين في مدينة لوس أنجلوس ضد الشعب الأمريكي.. للأسف ينتهي "رضوان" في السجن بسبب بساطته وإعاقته وهتافه الحاد أثناء وجود الرئيس الأمريكي"أنا لست إرهابيا"!!!. المهم يخرج من السجن بعد أن تتصعد قضيته في الإعلام ويشهد له من يعرفه ببساطته وإنسانيته وبعده كل البعد عن أي فعل يمت للكراهية والإرهاب بصلة. ويحدث لاحقاً أن يضرب إعصار"كاترينا" ..فيهب "رضوان" لمساعدة الناس، ومنهم إحدى النساء ذات لون البشرة الأسود التي تعرف عليها خلال أحداث الفيلم، وكانت من القسم الطيب في هذا العالم! تحاول أن تقنعه بأنه لا فائدة فالدمار كبير!. ولكنه لا يستسلم ويكافح من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتصل بطولاته للناس ووسائل الإعلام وللرئيس الأمريكي نفسه. ليستقبله الرئيس هذه المرة ويردد أخيراً أمامه عبارته الشهيرة" اسمي خان ولست إرهابيا". الفيلم خلطة رائعة من كل شيء، وهو أيضا درس لنا وللعالم أجمع. فتش عزيزي القارئ في كتب التاريخ. ستجد أن هناك جرائم ارتكبها مسيحيون، وأخرى يهود، وثالثة جرائم ارتكبها مسلمون للأسف. وفي الحياة الواقعية، ستجد من المسلمين حولك من يتصرف تصرفات أبعد ما تكون عن الاسلام الذي يعتنقه، وآخرون من ديانات أخرى هم بسلوكياتهم وأخلاقهم للإسلام أقرب. حقاً الجريمة والإرهاب ليس لهما دين أو وطن. وقد يكون اسمي"محمدا" أو "ديفيد" أو"سام" وليس بالضرورة أن أكون مجرمًاً أو إرهابيا لمجرد اسم أحمله أو جنسية لم أختر أيًاً منهما!!. **إضاءة: تتوارى الآراء العظيمة عن الآخرين في أذهاننا كوحش مفترس، بل إن هناك أشياء بسيطة مثل أسماء الأشخاص قد تغير نظرتنا لهؤلاء الأشخاص!!.. (توني بوزان)