حقق مراهق هندوراسي الشهرة وحصل على حق اللجوء إلى الولاياتالمتحدة بعد أن لعب دوراً رئيسياً في فيلم وثائقي يصور المعاناة والمخاطر التي يواجهها الأطفال الذين يسافرون عبر المكسيك فوق اسطح قطارات الشحن للوصول بصورة غير شرعية إلى الولاياتالمتحدة. ويقول محامي المراهق كيفن كازازولا ان موكله قام بالرحلة في الواقع مرة أخرى وحصل على حق اللجوء في الولاياتالمتحدة. وكان الفيلم الوثائقي "أين الطريق إلى الوطن" لمخرجته ريبيكا كاميسا قد فاز بجائزة إيمي العام الماضي ورشح لنيل جائزة الاوسكار. وقامت المخرجة كاميسا بتسليط الضوء على معاناة ثلة من الأطفال اعتلوا اسطح قطارات الشحن المسافرة صوب الشمال ورصدت بعدستها الطرق التي اتبعها هؤلاء الصبية للتشبث باسطح القطارات المترنحة وكيف تفادوا الانفاق والاشجار والمجرمين الذين حاولوا الإساءة إليهم جسدياً وكيف غالبوا الشعور بالوحدة والجوع. ويحكي الفيلم قصة العديد من الأطفال الذين قضوا نحبهم قبل تحقيق حلمهم في الوصول إلى الجنة الموعودة أو اختفوا على طول الطريق. وكان كيفن – 14 عاماً في الفيلم- بطل الرواية الأكثر جاذبية وتشويقاً في الفيلم بجرأته على تحدي الصعاب وتصميمه على الوصول إلى الولاياتالمتحدة للعثور على عمل حتى يتمكن من جمع المال وإرساله إلى أمه. وقام عملاء الولاياتالمتحدة على الحدود باعتقال كيفن أثناء التصوير وترحيله إلى هندوراس. وأظهر الفيلم الوثائقي حالة البؤس والحاجة التي حملت كيفن على مغادرة قريته في محاولة منه للتغلب على وضعه المزري. وتلقى موقع الفيلم على صفحة "الفيسبوك"طوفاناً من المشاعر الجياشة والاهتمام بمصير هؤلاء الأطفال وعرض بعض الأمريكيين على كيفن تبنيه على الرغم من أن أمه احتلت حيزاً كبيراً في الفيلم الذي ابرز دوافعه لركوب قطارات الموت والضياع. في المكسيك كان للفيلم تأثير أكبر وتحول بطله كيفن إلى شيء من الأسطورة. وقامت المخرجة كاميسا بارسال نسخ من الفيلم إلى القرى الريفية في محاولة منها لاثناء المراهقين عن محاولة القيام برحلة مماثلة. وساعدت السيدة الأولى في المكسيك مارغريتا زافالا في توزيع الفيلم وقالت خلال زيارة رسمية إلى واشنطن في مايو الماضي أن الاطفال المكسيكيين تسموا باسم بطل الفيلم كيفن لشعبيته. وقالت كاميسا انها حاولت إقناع كيفن بالبقاء في هندوراس واستخدمت التبرعات التي وصلت للفيلم لدفع رسوم التحاقه بدورة في إصلاح الهاتف المحمول. ولكنها قالت ،في مقابلة معها، ان كيفن اتصل بها في يوليو الماضي من مركز لايواء طالبي اللجوء في كاليفورنيا. وكان كيفن قد عبر الحدود بعد رحلة استغرقت شهرين على اسطح القطارات المتجهة إلى الشمال وعمل في مزرعة قبل ان تعتقله الشرطة المحلية التي اشتبهت في كونه مهاجراً غير شرعي. وتمكن محام متطوع من الحصول على لجوء لكيفن في يناير. وقال رائد غونزاليس محامي كيفن انه لا يستطيع الكشف عن التهديدات التي يواجهها موكله في حال عودته للهندوراس والتي شكلت الأساس الذي على اساسه منح القاضي كيفن حق اللجوء حيث ان إجراءات اللجوء تعتبر سرية لكن الفيلم يقدم لمحة عن زوج الأم العنيف الذي تحدث بصراحة عن بغضه للصبي. وقال كيفن-17 سنة الآن- من ملجأ للقاصرين في هيوستن انه سعيد لأنه يعيش بشكل شرعي في الولاياتالمتحدة ويتلقى دروساً في اللغة الإنجليزية تمهيداً لعودته لمقاعد الدراسة. وقد رفضت سلطات الملجأ السماح بإجراء مقابلة مع كيفن الذي ظهر بصورة مغايرة لما كان عليه في الفيلم بعد قص شعره وإصلاح هندامه. وبينت ارقام دوريات حرس الحدود الأمريكية أن عملاءها اعتقلوا نحو 18000 طفل مسافر لوحده بدون صحبة بالغين في طريقهم لعبور الحدود إلى الولاياتالمتحدة بصورة غير شرعية في عام 2009 وقامت بإعادة غالبيتهم إلى ادراجهم. واشار المحامي غونزاليس إلى أن طلبات اللجوء الناجحة مثل طلب كيفن نادرة. وقالت كاميسا ان قصة كيفن أظهرت قوة الجذب المغنطيسي إلى الولاياتالمتحدة بالنسبة للعديد من أطفال المكسيك وأمريكا الوسطى. وأضافت ان كيفن شب وهو يحلم بالهجرة إلى الولاياتالمتحدة وأن أمه كانت تحثه على فعل أي شيء وركوب المخاطر لمساعدة عائلته.