الجمعة الماضية حضرت مباراة القادسية والشباب في استاد الأمير سعود بن جلوي في الخبر، وصدمت من هول ما شاهدت على الأرض من الفريق الشبابي، إذ كنت أمام فريق بلا انضباط فني، وبلا عزيمة جامحة، والأعظم من ذلك كله أنني خرجت من المباراة التي انتهت بالتعادل وأنا متيقن أن لاعبي الشباب حضروا للمباراة أجساداً مفرغة من الروح. لقد جاءت مباراة القادسية لتكشف واقع لاعبي الشباب وتسقط ورقة التوت عنهم، فحتى ما قبل هذه المباراة كان ثمة شكوك حول الأسباب التي تجعل الفريق متذبذباً في مستواه، إلى الحد الذي تجعله يودع كأس ولي العهد على يد الرائد وفي أولى جولاته فيها؛ وتضعف فرصه قبل ذلك في المنافسة على الدوري مبكراً حتى تلاشت. فالقادسية وتحديداً في مباراته مع الشباب لم يكن يملك أي حافز للصمود فضلاً عن أن يفوز أو حتى يتعادل، بل إن ثمة مقربين منه كانوا يتوقعونها تاريخية، فوضعه الفني متدهور، وعلاقة لاعبيه مع إدارة النادي في أسوأ أحوالها، وفضلا عن هذين السببين فالفارق الفني الشاسع - أصلا - بين الفريقين كافٍ لأن يحول رصيد المباراة في حساب الشباب؛ لكن ما حدث كان العكس، فالقدساويون وجدوا أنفسهم أمام "ليث" مستسلم، ونجوم من ورق، فكان لهم التعادل الذي كان بطعم الخسارة عطفاً على واقع المباراة. لا أقسو على لاعبي الشباب إن قلت بأنهم كانوا خلال المباراة أشباح لاعبين، بل لا أبالغ إن قلت بأنهم لم يكونوا يستحقون أن يرتدوا قميص الشباب، هذا الفريق الذي امتاز وخلال عقدين كاملين بالروح والعنفوان والتحدي وأكثر من ذلك، وهي جملة الصفات التي جعلت من الفريق حالة خاصة، وعنوان مختلف. ولا أحتاج لأن أسوق دلائل حين أقول إن الجيل الشبابي الحالي محظوظ برئيس يتجاوز في دعمه مجلس شرفي بأكمله، ويفوق في شحذه مدرج بقضه وقضيضه، ويتخطى في منافحته وتصديه كتيبة إعلام بعدتها وعتادها، حتى صنع للفريق "كاريزما"، لم يكن يملكها حتى في الوقت الذي كان فيه يحتكر المنصات، ويبسط نفوذه على قائمة المنتخب. ولا أرى نفسي ملزماً للتذكير بأن الشباب ومنذ أن جاءه خالد البلطان أصبح يتعاقد مع أفضل المدربين، ويضم أحسن اللاعبين أجانب ومحليين، ويقيم أفضل المعسكرات، ويقدم للاعبيه أفضل العقود، فضلاً عن تأسيسه لنموذجية خاصة للنادي المحترف، على مستوى الفكر والبنية، وتلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان، وبقدرها يأتي السؤال.. ما الذي يحدث في النادي النموذجي؟! في ظني أن ما يحدث لا يتجاوز غياب لمعنى المسؤولية لدى اللاعبين، وانعدام لقيم العطاء لديهم، بلا مبرر حقيقي، ومن دون سبب مقنع، وعليه فليعلم لاعبو الشباب أن الدنيا التي أقبلت عليهم، وفتحت ذراعيها لهم، بمقدورها أن تدير لهم ظهرها، وتشيح عنهم بوجهها، وحذارِ أن يعتقدوا أن نجوميتهم ستكون لهم درعاً حصيناً أمام غضبة الجماهير، وسطوة الإعلام، وها أنا أحذرهم قبل أن يقع الفأس في الرأس.. وأقولهم الآن وبلغة قد يفهموها أكثر.. حدكم يا لاعبي الشباب!.