الوطن كله يعيش هذه الأيام فرحة غامرة، ملأت القلوب، وردّدتها النبضات قبل الكلمات، بعودة قائده الفذّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، الذي عاد إلى وطنه بعد أن منّ الله عليه بالصحة والعافية. فهو الملك الذي أحبّ شعبه فأحبُّوه، وخدَمَهم فَفَدَوْه بقلوبهم وأرواحهم، فهو الأب والأخ لكل مواطن ومواطنة، وفاءً وإخلاصاً، فكان غيابه جرحاً لا يداويه إلا عودته الميمونة المباركة. ويحقّ للمملكة أن تفرح بهذا اليوم الذي تستقبل فيه ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، الذي قاد بلاده ووطنه إلى مكانة عليا في مسيرة البناء الحضاري، تلك المسيرة التي تواكب ما يشهده العالم من تغييرات ومستجدات؛ على أساس متين من الثوابت الدينية التي قامت عليها هذه البلاد؛ وهو ما أكد عليه -حفظه الله- في أول خطاب وجّهه لشعبه بعد مبايعته ملكاً للمملكة. فهنيئاً لشعب المملكة العربية السعودية قدوم خادم الحرمين الشريفين بعد رحلته العلاجية، هنيئا له بملك وعد فأوفى، وعمِل فأنجز، فقد بذل فكره وجهد ووقته ليحقق لبلاده ورعيته وأمته ما تصبو إليه في مختلف الجوانب، ففي المجال الفكري رسّخ - حفظه الله - مبادئ الشورى، وعزز الوسطية، وعمل على نشر ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع، ودعا إلى الشفافية في طرح قضايا المجتمع، وفي الجوانب الخدمية؛ ورغم الظروف الاقتصادية التي مرّ بها العالم استطاعت المملكة أن تواصل مسيرة البناء والعطاء في جميع مناحي الحياة؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر تعددت وتنوعت المدن الاقتصادية العملاقة في شتى المناطق، وتم دعم صناديق الإقراض المختلفة بمليارات الريالات، إضافة إلى دعم المواطنين والمقيمين ومساعدتهم في التخفيف من موجة الغلاء العالمية. وفي جانب التعليم كانت الجامعات العملاقة حاضرة ولله الحمد في مختلف مناطق المملكة؛ وجاء افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا لتكون إضافة نوعية، ونقلة كبيرة نحو المنافسة في العلوم والتقنيات الحديثة؛ كما تم التوسع في برامج خادم الحرمين للابتعاث والذي أفاد ويفيد منه عشرات الآلاف من الطلاب. والحقيقة أنه يصعب حصر ما تحقق للوطن من منجزات كبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله؛ الذي تواصل عطاؤه الفاعل ليسهم في خدمته أمتيه العربية والإسلامية من خلال دعم قضاياها، ودوره الرائد في جمع الصف العربي، ومحاولة إذابة ما يعكر صفوه من خلافات فسياسة المملكة العربية السعودية الخارجية كانت دائما تضع في أولوياتها وحدة الأمة العربية والإسلامية؛ بل كانت سباقة لدعوة العالم أجمع إلى محاربة الإرهاب والتطرف أياً كان نوعه ومصدره؛ ونبذ العنف والخلافات، وإلى التعايش السلمي الآمن من خلال مبادرات حوار الحضارات التي أطلقها ودعمها خادم الحرمين الشريفين – أعزه الله – والتي كانت محل الرضا من مختلف أطياف الأسرة الدولية، ومن خلالها فهو بحق رجل السلام الأول في العالم. هذا إلى جانب ما يحمله من صفات شخصية وخصال كريمة، أهّلته لأن يكون بحقّ ملك الإنسانية، فهو المعروف –حفظه الله- بدماثة الخلق وحسن المعشر وطيب المعاملة، دون تكلف ولا فظاظة، وهو المشهود له بحب الخير للمواطنين، وتقصي أحوالهم، والسهر على راحتهم، والمبادرة إلى تقديم يد العون والمساعدة، حتى احتلت المملكة في عهده المرتبة الأولى بين دول العالم في تقديم المساعدات غير المشروطة لدول العالم كافة. وبمناسبة هذه العودة الميمونة المباركة، أرفع باسمي وباسم منسوبي الجامعة الإسلامية كافة أصدق التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل. وأدعو الله عز وجل أن يتمّم لخادم الحرمين الشريفين الصحة ويلبسه ثوب العافية، وأسأل الله أن يديم على الوطن نعمة الإسلام والإيمان والأمن والأمان، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، إنه سميع مجيب الدعاء. مدير الجامعة الإسلامية *