أعلنت شركة بوينغ عن تعاونها مؤخراً مع الخطوط الجوية العربية السعودية بهدف تحديث أسطول الأخيرة من طائرات 777 للارتقاء بأجواء هذه الطائرات والتجربة المميزة التي يحظى بها المسافرون على متنها. ويشمل هذا المشروع تعديل المقصورة الداخلية لاثنتين وعشرين طائرة "بوينغ 777-200 إي آر" من أصل ثلاث وعشرين طائرة تمتلكها الخطوط الجوية العربية السعودية من هذا الطراز. وكان العمل على برنامج تعديل مقصورة المسافرين قد بدأ في مطلع عام 2009، بعد المصادقة على إعدادات المقاعد لسوق الأعمال الجديدة. وعلى الرغم من إجراء هذا النوع من التعديلات عادة بالتزامن مع أعمال الصيانة الشاملة، إلا أن غالبية طائرات الخطوط الجوية السعودية قد خضعت للتعديل وأعيدت إلى الخدمة في إطار هذا البرنامج، حيث سيتم إنجاز جميع التعديلات خلال العام الجاري. وفي هذا الإطار، قال علي ملعاط، نائب الرئيس والمدير العام لشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران: "تؤثر تعديلات التصميم الداخلي للطائرات بشكلٍ إيجابي على شريحةٍ هامة من طائراتنا ذات المدى الطويل، في ظل توقعات المسافرين بأن يحظوا بأفضل الخدمات معنا. وبفضل خبرتها الكبيرة كشركة متخصصة في تصنيع الطائرات، فقد قامت بوينغ بعملٍ رائع أثناء تعاونها معنا في تطوير وإدارة هذه العملية. وإننا نتطلع قدماً نحو تزويد عملائنا بالنتائج الاستثنائية التي حققناها في إطار هذا التعاون". وقامت بوينغ لخدمات الطيران التجاري، والتي تعمل مع فريق الخطوط الجوية العربية السعودية، بتطوير تصميم المقصورة الداخلية بحيث يضمن تمتع المسافرين بمزيدٍ من الراحة والميزات، وفي الوقت نفسه منح الخطوط الجوية العربية السعودية هوية جديدة وجذابة في قطاع الطيران. كما عملت بوينغ على تقديم مجموعة من الخدمات الهندسية إلى جانب تأمين تكامل البرنامج. من جانبه، قال دينيس فلويد، نائب رئيس خدمات أساطيل الطائرات في بوينغ للطائرات التجارية: "تلعب الخطوط الجوية العربية السعودية دوراً هاماً في قطاع الطيران على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم. ويعد هذا التصميم الداخلي فرصةً متميزة لتعزز بوينغ من القيمة المضافة التي يتمتع بها هذا العميل الهام. وبفضل خبراتها الفريدة، تحتل شركة بوينغ مكانة مميزة تسمح لها بتقديم الخدمات الهندسية وإدارة وضمان برامج التعديلات للعملاء". وقد تم حتى الآن تجهيز ثمان من هذه الطائرات بإعدادات مقاعد سوق الأعمال الجديدة، حيث تم تخصيص 24 مقعداً لركاب الدرجة الأولى، و38 مقعداً لدرجة رجال الأعمال، و170 مقعداً للدرجة السياحية. كما تم تجهيز الطائرات المتبقية بخاصية "الكثافة العالية" والتي تحتوي على 14 مقعداً لدرجة رجال الأعمال و327 مقعداً للدرجة السياحية. هذا وتم تزويد الطائرات أيضاً بتصميم "آڤيو" الداخلي، المخصص لمقاعد الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال والدرجة السياحية. كما تم العمل على توفير شاشة عريضة أمام كل مقعد، وتم ربط الشاشات بنظام الترفيه "Thales TopSeries i5000"، الذي يمتاز بتوفير خدمة الأفلام والموسيقى والألعاب حسب الطلب، بالإضافة إلى وصلة تضمن توفير الطاقة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة ووصلة USB ووصلة فيديو. وتحتوي مقاعد الدرجة الأولى على شاشة فيديو قياس 15.4 بوصة، مع وصلة تضمن توفير الطاقة لأجهزة الكمبيوتر وإمكانية تعديل المقاعد كهربائياً بدرجة ميل قدرها 79 بوصة. بينما تحتوي مقاعد درجة رجال الأعمال على شاشات قياس 12.1 بوصة، مع وصلة تضمن توفير الطاقة لأجهزة الكمبيوتر وإمكانية تعديل المقاعد كهربائياً بدرجة ميل قدرها 58 بوصة، فيما يمكن تعديل وضعية مقاعد الدرجة السياحية بدرجة 32 بوصة، بالإضافة إلى تزويدها بشاشات قياس 8.9 بوصات. كما قامت بوينغ بتقديم نشرة الخدمات ومجموعة القطع المعتمدة من قبل إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية لتتناسب مع تركيب المقاعد والنظام الترفيهي الجديد المخصص للرحلات. كما قامت الشركة بنقل وتحديث أغطية الأرضية والسقف والجدران الجانبية والجدران الفاصلة بين الدرجات، بالإضافة إلى الخزانات الداخلية والأنابيب بهدف تحديث الطائرات. وتعد بوينغ من الشركات المختصة في دمج الخدمات المتكاملة، حيث تتميز بقدرتها على تنفيذ عمليات التحديث المطلوبة في التصاميم الداخلية لطائرات شركات الطيران، بما في ذلك إدارة جميع جوانب هذا النوع من المشاريع حتى نجاحه.