سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. التركي: مبادرة خادم الحرمين دعمت الحوار بين الأديان والثقافات لإيجاد تيار عالمي ضد الصراع الحضاري في كلمته أمام مؤتمر "الحوار في المشترك الإنساني" في تايوان
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي أن الحوار في المشترك الإنساني، بين مختلف الفئات الدينية والثقافية، وسيلة من أفضل الوسائل التي تسهم في التهيئة لهذا التفاهم ، والتغلب على العوائق التي تعترض الطريق إلى توسيع نطاقه وتثبيته على قواعد متينة. وقال الدكتور التركي "إن الإسلام جاء بمبادئ سمحة، وقيم نبيلة، وتعاليم واضحة منسجمة مع العقل والفطرة، وبهذه الخصائص كان من اليسير أن يدخل أي إنسان فيه مهما كان جنسه أو وطنه، وأن يعيش بين الناس دون أي إشكال ما دام يقيم دينه في أمان واطمئنان. وبهذه الخصائص استطاع الإسلام أن يمتد في رقعة واسعة من المعمورة، وينتشر بسهولة في مختلف القارات، ويُخرج من مختلف الأعراق البشرية أمة تحمل رسالة هداية ورحمةٍ وخيرٍ للعالمين". وأضاف يقول "إن امتداد هذه الأمة داخل البلدان غير المسلمة، ظاهرة إيجابية وتعبير عما يتمتع به المسلمون من ثقافة التعايش. كما تعتبر الأقليات والجاليات المسلمة، جسراً للتواصل والتعارف بين الفئات الحضارية المختلفة". واعتبر أن ما يروج له في بعض المنابر الإعلامية والسياسية، من التحذير مما يسمى "المد الإسلامي في داخل المجتمعات الغربية"، وإبراز المسلمين في صور سيئة منفرة، ليس إلا دعاية مغرضة تفتقر إلى المصداقية والأدلة الواقعية، وتستند في مبرراتها إلى خلفية تاريخية من الأحقاد الدينية، وما أطروحة صدام الحضارات إلا إعادة لإنتاجها في صيغة جديدة. وأكد أن المسلمين إذ يؤسفهم انتشار هذه الدعاية باسم حرية التعبير، فإنهم لا يقبلون بحالٍ أن تشوه صورتهم ولا صورة غيرهم أمام العالم، إذ فوق كون هذا السلوك خارجاً عن النزاهة والموضوعية، هو عمل لا يشجع على التعايش والاستقرار والتعاون في المشترك الإنساني، ويحرم المسلمين من المساواة في التعامل، ومن حقهم في المشاركة في خدمة القضايا الإنسانية. وبين أن الرابطة تحرص على إبراز الصورة الصحيحة للإسلام، والفصْل بينها وبين أشكال الغلو والتطرف التي تُلْبس بها جهلاً أو خطأ، مع التوعية بأن المسالك الإرهابية التي تصدر من أفراد من المسلمين، مسالك لا تقرها الشريعة الإسلامية بل ترفضها وتحاربها وتعزيز مسار الحوار والتواصل بين المسلمين وبين غيرهم ، من أجل الوصول إلى رأي عام يعارض دعاة الصراع الحضاري، الذين لا يعترفون بالتعددية الثقافية والحضارية، وينطلقون من نزعات أنانية في النظر إلى جهود غيرهم وإسهامهم في بناء الحضارة الإنسانية العامة. وقال الدكتور التركي لقد وجدت الرابطة في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، للحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وفي رعايته الكريمة للمؤتمرين العالميين للحوار اللذين انعقدا في مكة ثم في مدريد في العام 2008 ، دعماً كبيراً لهذا المسعى النبيل الذي لقي ترحيباً من كثير من الشخصيات والهيئات الممثلة للأديان والثقافات السائدة في العالم. جاء ذلك في حفل افتتاح مؤتمر الحوار في المشترك الانساني الذي نظمته الرابطة يوم امس في تايوان وافتتح اعماله رئيس تايوان ما ينغ جيو.وبدأت أعمال المؤتمر بالقرآن الكريم ثم ألقى رئيس تايوان كلمة عبر فيها عن سعادته باستضافة بلاده هذا المؤتمر والذي يشارك فيه نخبة من أهل العلم والفكر من مختلف الديانات يمثلون 14 دولة معربا عن أمله في أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تساهم في تعزيز التعاون والتفاهم والاحترام بين جميع أصحاب الديانات. وأوضح أن الدين الإسلامي دين سلام وطاعة وانه يؤكد على المساواة بين جميع الناس مشيرا إلى انه يوجد في بلاده ما يقارب 20 ألف مسلم يؤدون جميع شعائرهم بكل حرية ولا توجد أي مضايقة لهم كما أن الجمعية الإسلامية الصينية تقوم بدورها في توعية المسلمين بأمور دينهم وتعليمهم القرآن الكريم واللغة العربية. وكان رئيس تايوان ما ينغ جيو قد استقبل امس الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الذي يزور تايوان حالياً للمشاركة في المؤتمر العالمي الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي في مدينة تايبيه بعنوان (الحوار في المشترك الإنساني)وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية ومناقشة عدد من القضايا التي تهم الحوار في المشترك الإنساني وأكد الرئيس التايواني أن بلاده ترحب بالتعاون مع الرابطة لما في خير ومصلحة المسلمين في تايوان منوها بالدور الذي تقوم به الجمعية الإسلامية الصينية من اجل تقوية العلاقات مع العالم الإسلامي وذلك عن طريق مشاركتها في عضوية رابطة العالم الإسلامي وتعاونها مع الرابطة لترسيخ الأفكار الإسلامية الصحيحة في تايوان. من جانبه عبر معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عن شكره وتقديره لرئيس تايوان على ما لقيه وفد الرابطة من ترحيب بالغ وعلى ما قدمته حكومة تايوان من تعاون وتسهيلات من اجل إقامة هذا المؤتمر والذي سيكون له بالغ الأثر في توثيق التعاون بين الرابطة والجمعية الإسلامية الصينية لما فيه خير ومصلحة المسلمين في تايوان.