تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مساء امس حفل افتتاح المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي بالمملكة والذي يعقد في الفترة من 15-18 من الشهر الجاري، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وقد افتتح العنقري في بداية الحفل المعرض المصاحب للمؤتمر ثم انتقل إلى مقر الحفل حيث بدأ بالقرآن الكريم، ثم شاهد الحضور فيلما وثائقيا من إعداد الطلاب حول إنجازات وزارة التعليم العالي وأهمية المؤتمر الذي يقوم به الطلاب في التنظيم والإدارة والمشاركة في ظل دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني للتعليم العالي بالمملكة، ثم ألقت الطالبة ريم الرويثي من جامعة طيبة كلمة الطالبات المشاركات في المؤتمر وقالت فيها: "إن البحث العلمي طريق تقدم الأمة، ومصدر رقيها، ودليل نبوغها، واعتمادها على عقول أبنائها. وأضافت في هذا المؤتمر الذي يحظى برعاية كريمة وتوجيهات سديدة من القيادة الحكيمة لتشجيع طلاب وطالبات التعليم العالي للانخراط في عملية البحث العلمي والإبداع في كافة المجالات ومن ثم الإسهام في جودة مخرجات التعليم بشكل عام. ثم ألقى الطالب سلطان الشهري من جامعة تبوك كلمة الطلاب المشاركين في المؤتمر أوضح فيها أن الدعم والرعاية التي يلقاهما التعليم العالي في المملكة من لدن خادم الحرمين الشريفين تعد حافزا أساسيا للطلاب في إبراز مهاراتهم وصقل مواهبهم . وأكد الشهري أن المؤتمر العلمي الأول يعد فرصة حقيقية للطلاب والطالبات في توسيع دائرة الشراكة الطلابية بين الجامعات السعودية ونقطة محورية لالتقائهم سنويا، وعرض مخترعاتهم وابتكاراتهم، والمشاركة في تحقيق احتياجات الوطن ودفعهم لعجلة العملية التعليمية وتنميتها. بعد ذلك ألقى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري كلمة توجيهية لأبنائه وبناته الطلاب جاء فيها: "يشرفني في بداية كلمتي أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، حفظهم الله وأدام توفيقهم، وهم يتابعون باهتمام وتقدير مؤتمركم هذا الذي تتولون تنفيذه وإدارته. وأقول بصدق وأمانة، كم أسعدني أن أكون أحد ضيوفكم في هذا الملتقى المهم، وكم يطيب لي كذلك، أن أحيي هذا المؤتمر العملي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي أحييه فكرة وأحييه أهدافاً، أحيية فكرة جاءت وليدة توجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يؤمن بالحوار ويسعى إلى نشر ثقافته، وخصوصاً في مثل هذا المؤتمر الذي يتولى إدراته أبناؤنا طلاب وطالبات التعليم العالي، ليكون ملتقى للحوار العلمي، وأحيي هذا المؤتمر أهدافاً تسعى الى دعم جسور التواصل العلمي أفقياً بين أبنائنا الطلاب ورأسياً بين الطلاب المسؤولين عنهم من أعضاء هيئه التدريس والمشرفين، اقتداء بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه الذي يؤمن بأن التعليم هو مفتاح التنمية في المجتمع، وأن الاستثمار الحقيقي هو الذي يركز على رأس المال البشري، وأن دور الجامعات ليس مجرد منح الشهادات او تراخيص العمل، وإنما هو التنمية البشرية العلمية الحقيقية، الذي يتردد صداها خيرآ ونهضة وأمناً وسلاماً في ربوع مملكتنا الحبيبة. إن منطلقات تطوير التعليم العالي التي تتبناها الوزارة تقوم على محاور محددة، من أهمها العمل على مساعدة المجتمع السعودي للتحول الى مجتمع المعرفة. وإن أهم الآليات التنفيذية المحققة لذلك تتمثل في تطير وتوظيف اقتصاديات المعرفة المتمثلة في إنتاج المعرفة ونشرها واستخدامها في الأنشطة الإنتاجية والخدمية المختلفة. لذلك تم العمل مع الجامعات على بناء شركات حقيقية وعملية مع قطاعات الإنتاج والخدمات، الحكومية منها والأهلية افتتاح المعرض وفي الداخل وفي الخارج ذلك أن دور الجامعات ومؤسسات التعليم العالي يتجلى في الموازنة بين إنتاج المعرفة وتوظيفها، وكذلك المواءمة بين متطلبات التنمية واحتيجات سوق العمل، الأمر الذي يبرز الدور الحقيقي والأثر الايجابي للجامعات ومؤسسات التعليم العالي في خدمة المجمتع، ناهيك عن دورها الريادي في التعليم والبحث العلمي وكان من نتاج ذلك أن بدأت الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالعمل على تطوير برامجها وطرق تقديمها للطلاب لتزويدهم بالمعرفة وتدريبهم على المهارات اللازمة التي ترسخ مفهوم (التعلم مدى الحياة)، وتمكن الخريجين والخريجات من الدخول والمنافسة في سوق العمل، ليس المحلي فقط، وإنما أيضاً السوق العالمي الموجه نحو اقتصاديات المعرفة. إن ما سبق يترجم سياسة الوزارة في أن يكون التعليم العالي محركاً رئيساً وشريكاً أساسياً في التنمية، وذلك من خلال الاستثمار في رأس المال البشري المتمثل في الشباب طلاب وطالبات الجامعات. فالتعليم العالي يسعى إلى اعداد شباب هذا الوطن من خلال تزويدهم بالمهارات التي تؤهلهم للمنافسة اقليمياً وعالمياً، متسلحين بمفهوم ايجابي للذات وللهوية، ويغذيه انتماءهم العربي والاسلامي لهذه البلاد الكريمة، ويأتي هذا المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي تأكيداً لهذه الرؤى، وترسيخاً لثقتنا بقدرة طلابنا وطالباتنا البحثية والتنظيمية. فالمؤتمر يمثل سعي مؤسسات التعليم العالي لإيجاد الفرص المختلفة لتحقيق فعالية الطالب وإشباع حاجاته المتميزة سواء على المستوى الشخصي أو الأكاديمي. وكما هو معلوم، فإن للمؤتمرات العلمية الطلابية دوراً في إكساب الطلاب والطابات مجموعة من المهارات الشخصية والاجتماعية، مثل مهارات الحوار والتواصل الجيد والبناء، والمهارات القيادية من حيث تحمل المسؤولية وتعلم الاحترافية في إدارة اللقاءات والمناسبات، ذلك على المستوى الشخصي. واضاف من أبرز المشروعات والمبادرات التنافسية التي أطلقتها الوزارة لتطوير قطاعات مختلفة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، برامج مراكز التميز البحثي، وبرامج تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس وتطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي، وتطوير الأقسام الأكاديمية وتطوير الجمعيات العلمية، وبرامج الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي، مما أحدث ولله الحمد حراكاً تطويراً ملموساً انعكس أثره الإيجابي على الطالب، كما أن الوزارة بصدد طرح مشروعات تنافسية تطويرية تركز على تنمية وتطوير برامج وطرق التعليم الجامعي بما يدعم استقلالية الطالب، ويبرز شخصيته في التحصيل الأكاديمي، والبحث العلمي. إننا ومن خلال ما سبق، وكذلك من خلال هذا المؤتمر الطلابي، ندعم تحقيق ضمان الجودة في التعليم العالي وذلك بالسعي إلى الوصول إلى مخرجات تعليمية سليمة وقوية تحقق أهداف التقنية وتواكب التطورات والمستجدات، وترتقي بمؤسسات التعليم العالي وبالعملية التعليمية إلى مستويات تحقق التنافس الإقليمي والعالمي. في الختام، أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين راعي النهضة التعليمية في بلادنا الحبيبة وراعي مؤتمركم هذا والداعم الأول له، والشكر أيضاً لسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني على ما يلقاه التعليم العالي من دعم ورعاية وتوجيه منهم جميعاً، كما أشكر كل من أسهم للإعداد لهذا المؤتمر، واخص بالشكر أبناءنا والطلاب وبناتنا الطالبات على جهودهم المتميزة بإنجاز مؤتمرهم العلمي الأول، وأدعو الله سبحانه أن يتكرر هذا النجاح. ثم دشن معالي وزير التعليم العالي جائزة الريشة الذهبية للتميز والتي تمنحها الوزارة للطلاب الأكثر تميزا وإبداعا بالمجالين العلمي والإنساني. العنقري يلقي كلمته العنقري يكرم أحد أحد الفائزين