حينما ودعتها ودعت روحي وشكا الأبهر من نزف جروحي غير أني حالما عانقتها حلَّقت بي عبر آفاق الصروح فتجلت في سمائي نغمة عبَّقت أجواء هاتيك الفسوح وأعادت ذكريات مرقت كالتماع البرق كالروض الفسوح كم هزجنا وسط ذيَّاك الحمى كم توغَّلنا بميدان طروح(1) كم تبادلنا التهاني خلسة في ظلال الدَّوح في مرعى السروح ما أحيلا رجع ترحاب اللقا بالأماني في الأعالي في السفوح حينما قالت بلطف وادع مرحباً يا زاهي الوجه الصبوح مرحباً بعد غياب طيلة(2) كم فقدنا طلعة الشهم النصوح نغمة حرَّى سرت موجاتها نبرات خففت عبء نزوحي قلتُ - والآمال تزهو شرعاً في قراح سال من نبع نضوح إيه يا شقراء أمي منشأ وأبي الراعي لسري ووضوحي أنت ما أنت سوى أنشودة جرسها ألهب شدوي وطموحي إن تسري بعض ما ألهمتنا أو تري أن ليس من بأس فبوحي عبقينا من أزاهير الربى أسمعينا نغم الطير الصدوح شنفي الأسماع شدواً ناعماً رجعه رناته تنعش روحي يا ملاكاً زانها طهر الصبا شاطريني صفو أنسي لا تروحي ---------- (1) مكان بعيد (2) دهر طويل