أعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أنه تم" الاتفاق على إقرار تعاون عملي بين تونس وإيطاليا في مجال التصدي لتدفق الهجرة غير الشرعية"من سواحل تونس باتجاه الشواطئ الإيطالية. وقام فراتيني بزيارة قصيرة إلى تونس في ساعة متأخرة ليلة الاثنين/الثلاثاء بحث خلالها سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية، مع محمد الغنوشي الوزير الأول في الحكومة التونسية المؤقتة. ووصل خلال الأسبوع الماضي نحو 5 آلاف مهاجر غير شرعي تونسي إلى جزيرة لمبدوزا الايطالية التي تبعد نحو 130 كلم عن السواحل التونسية ما دفع الجزيرة إلى إعلان حالة الطوارئ الإنسانية. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن فراتيني صرح في أعقاب جلسة العمل التي جمعته بالغنوشي في العاصمة التونسية: "اقترح على تونس تعاونا عمليا في كنف احترام سيادة البلاد التونسية قصد مقاومة ظاهرة الهجرة غير الشرعية" التي وصفها بأنها "ظاهرة إجرامية في حق البشر". وأضاف المسؤول الايطالي: "سوف نمنح تونس مجموعة من المساعدات العملية تتمثل بالخصوص في وضع تجهيزات ذات تكنولوجيا رفيعة على ذمة الجيش التونسي وشبكة من الرادارات للتدريب بالإضافة إلى معدات أخرى". وتابع"سيتم إسناد مساعدة عاجلة إلى تونس بقيمة 5 ملايين يورو قصد تمويل مشاريع تقترحها الحكومة المؤقتة إلى جانب إعادة تنشيط خطوط التمويل وبعث خطوط أخرى جديدة بقيمة 100 مليون يورو لإحداث مشاريع سيتم اقتراحها خلال مشاركة إيطاليا" في المؤتمر الدّولي حول دعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية في تونس الذي قررت الحكومة التونسية المؤقتة تنظيمه خلال شهر آذار/مارس القادم في مدينة قرطاجالتونسية. من ناحية اخرى اتهم ثمانية مهاجرين تونسيين حاولوا الوصول بشكل غير مشروع الى ايطاليا في 11 شباط/فبراير، الاثنين خفر سواحل تونسيين ب "تعمد مهاجمة" مركبهم ما ادى الى سقوط خمسة قتلى وفقدان 30 شخصا في المياه الدولية. وقال زياد بن عبد الله (23 عاما) احد هؤلاء الناجين لوكالة فرانس برس ان "المركب ابحر من منطقة العقلة بالقرب من مدينة جرجيس (جنوب شرق -530 كلم عن العاصمة) وعلى متنه 120 راكبا" مضيفا انه "تم انقاذ 85 شخصا وقتل خمسة ولا يزال 30 اخرون في عداد المفقودين". واكد سبعة ناجين اخرين كانوا على متن المركب، ودفعوا لقاء نقلهم الى ايطاليا الفي دينار تونسي (1400 دولار)، هذا الاتهام. واضاف زياد "كانت الساعة 15,00 وكان الطقس جميلا. واقتربنا من الساحل الايطالي بعد 12 ساعة من الابحار وكنا على بعد نحو ساعة من ايطاليا حين اصدر لنا مركب خفر السواحل الامر بايقاف المحركات. واطعنا الامر". وايد رواية زياد ناجون آخرون واقارب الضحايا الذين بدا عليهم الحزن. وتابع زياد "ثم تمركز مركب خفر السواحل الذي يبلغ طوله 40 مترا، في وضع مواز لمركبنا وعاد الى الوراء نحو 700 متر. كنا نعتقد انه يعود ادراجه لكن فجأة هجم علينا". واضاف "سمعنا خفر السواحل يقولون لنا (اخفضوا رؤوسكم) ثم هجموا علينا وقصموا مركبنا الى نصفين". وقال ان رفاقه "كانوا مصدومين تماما لما حصل" وكانوا يعتقدون ان خفر السواحل قدموا لجلبهم الى تونس. واضاف ناجون انه اثر ذلك حلقت مروحية ايطالية فوق المركب وقدم مركب ثان لخفر السواحل التونسيين. وقال زياد "عندها حاول خفر السواحل ان يظهروا انهم يحاولون مساعدتنا. وحين تمكنت من الصعود الى المركب طلب مني احد عناصر خفر السواحل ان اعود الى الماء لانقاذ رفاقي". وقال فارس بن يحيى (21 عاما) وهو عاطل عن العمل، بلهجة غاضبة ان الناجين "تركوا مبللين فوق المركب ولم تقدم لهم الا قطعة خبز وحتى هذه القطعة لم يحصل عليها الجميع".