قرأت مرة مطالبة صحفية لأحد المحامين لم اعد اذكر اسمه ، يدعو فيها الدولة الى الغاء عقوبة سجن الحقوق الخاصة ، لانه يتعارض مع مبادئ حقوق الانسان في الغرب وما يرتبط بها من اتفاقيات من جانب ، ومن جانب آخر يرى الكاتب أن الدول المتقدمة ، وخاصة الغربية منها قد الغت هذه العقوبة منذ زمن ، ولا أدري كيف جاز لصاحبنا أن يدير ظهره للاسلام المبتكر الحقيقي لصون وحماية حقوق الانسان ، وان يغفل الفارق الكبير بين ما هو في الغرب من نظام بل احترام لحقوق الناس من قبل مواطنيه ، والذي قال عنه الامام محمد عبده " وجدت في الغرب اسلاما ولم اجد فيه مسلمين ، ووجدت في ديار الاسلام مسلمين ولم اجد اسلاما " او كما قال ، وبين ما يحدث بين ظهرانينا من حالات بالجملة للاحتيال والنصب والادعاء بالباطل والتعدي على حقوق الناس ظلما وعدوانا من قبل المتجردين من كل قيم الفضيلة والمصداقية ، ومن ذلك على سبيل المثال وليس الحصر سرقة اموال بسطاء الناس بدعوى المساهمات العقارية الكاذب منظموها ، او موظفو اموالهم في التجارة الوهمية التي ينجح اصحابها في تحقيق اهدافهم العدوانية ثم يسارعون الى الهرب خارج الوطن ، تاركين ضحاياهم لألم الحسرة والغبن. ثم ما قول صاحب هذا الرأي الغريب في الاطفال الذين سرقوا ملايين الريالات من صرافات احد البنوك المحلية ببطاقات العاب تم استخدامها باحترافية في الاجرام ، وهل يرى أن من الواجب تقبيل رؤوس المجرمين الصغار ومن يقف خلفهم او يتستر عليهم من الكبار ؟ وهل نسي يا رعاه الله أن أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه قد سجن الشاعر الحطيئة في حق خاص هو قذفه للزبرقان بكلام لا يليق وقد نجح في جعل الشاعر يقلع عن هجاء الناس ، ام انه لا يدري ان ابن الخطاب وظف قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " ؟ ثم أليس غريبا ان نحافظ على حقوق اللصوص والنصابين ونهمل حقوق الابرياء الذين يقعون في فخاخ الاحتيال ، ونحن ندين بدين الحق الذي يحرم الظلم ويصون الممتلكات ، ويحق ان يكون هو محور التنظيم على مستوى العالم لو ان معتنقيه اعطوه حقه من التطبيق ومن ثم التصدير ، إذ لا علينا من كلما يحدث في ديار الغرب لان ما يفيد في مجتمعاتهم قد لا يفيد عندنا ما دام ان الغني صاحب التسع وتسعين نعجة يريد ضم نعجة اخيه الفقير الى نعاجه لكي يكمل المئة...