استطاع الزائر الأبيض خلال فصل الشتاء الحالي أن يكون مسوقاً بدرجة امتياز للمقومات السياحية في منطقة تبوك، والتي لم تعد صيفية فقط، بل شتوية أيضاً، فهي متعددة ومتنوعة، يدعمها جمال الطبيعة المتميز بالتضاريس الفريدة. فمن شواطئ "خليج العقبة" في "حقل" و"مقناء" إلى شواطئ "البحر الأحمر" في محافظات "ضباء" و"الوجه" و"أملج" مروراً بجبال "حسمي" بين تبوك وحقل، الذي يعتبر وادي القمر -وادي رم- في الأردن، امتداداً طبيعياً لها، إلى جانب أودية "الديسة" ذات العيون دائمة الجريان، وجبل "اللوز" الذى يرتدى حلته البيضاء في بعض فصول الشتاء. وتقدم منطقة تبوك واجهة سياحية هامة، لتكون رصيداً غير مستثمر، حيث تدعم الجمال الطبيعي آثار المنطقة التي سجلت تاريخ أمام سابقه على مر العصور والدهور، وتستمرالاكتشافات الجديدة خلال الحفريات الأثرية الجاري تنفيذها في محافظة "تيماء"، ونتج عنها اكتشاف الطريق التجاري بين "تيماء" ومصر، إلى جانب النقوش الموجودة، وأهمها النقش الذي وجد بالقرب من "تيماء"، وهو عبارة عن توقيع ملكي ل"رمسيس" الثالث، إضافةً إلى الاكتشافات المهمة بالنسبة للتاريخ الحضاري للجزيرة العربية، وكذا بالنسبة للعمق الحضاري لمنطقة تبوك، والاكتشافات التي سيكون لها دور في تطوير السياحة الثقافية بالمنطقة وللتعرف على تاريخ المملكة. ويدعم النمو السياحي نشاطاً زراعياً يجعل من تبوك مكاناً مناسباً لتذوق "المانجو" في الساحل، و"الخوخ" و"البرقوق" و"المشمش" و"العنب التيماني" و"التين الشعيلي" بتبوك وتيماء، و"زيت الزيتون" والعسل، وجاء تنوع سلة تمور تبوك ليجعل منها منتجاً للتمر، حيث جذبت إلى المنطقة أفضل أنواع النخيل. وشهدت منطقة تبوك خلال عام 1431ه، ثمانية مهرجانات سياحية ابتداء من الفعاليات المصاحبة لمهرجان "مزاين تبوك" و"سباق الهجن" السنوي، ومن ثم مهرجان "إبداع تبوك" الذي تزامن مع مهرجان "أملج أحلى" خلال إجازة نصف العام، ثم "مهرجان ضباء ملتقانا"، الذي أقيم خلال نصف العام الدراسي بشاطئ ضباء، ومهرجان "التراث العمراني"، ومن ثم كان المهرجان المميز المصاحب لجائزة الأمير فهد بن سلطان للمزرعة النموذجية، ومهرجان "حقلنا وناسه" الذي أقيم على شواطئ حقل الجميلة خلال شهر شعبان لعام 1431ه، واختتمت هذه المهرجانات بمهرجان "خيالة"، وتنتظر تبوك مزيد من الاستثمارات لجذب السياح على مدار العام، وأن تكون هناك شراكة أكثر فاعلية بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص، لتكون هذه المقومات إضافة جديدة في استثمارات رجال الوطن في أرض الوطن.