صدر عن مركز النشر والإعلام بهيئة حقوق الإنسان في بلادنا، ضمن الكتب الإرشادية والتوعوية، كتيب "العنف الأسري تجاه الأطفال" لأستاذ علم الاجتماع عبدالله اليوسف. يعرف العنف الأسري على النحو التالي بأنه: "أي اعتداء أو إساءة حسية أو معنوية أو جنسية أو بدنية أو نفسية من أحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو العاملين في نطاقها تجاه الطفل، يكون فيه تهديد لحياته وصحته البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية وماله وممتلكاته وعرضه ". (ص:8). وللاعتداء أنماط أربعة على النحو التالي : الإهمال ، الاعتداء العاطفي ، الاعتداء الجسدي ، الاعتداء الجنسي . وفي النمط الأول(الإهمال ) صور عدة منها : الإهمال الجسدي ، الإهمال التربوي ، الإهمال العاطفي ( تصرفات الراشدين) ، الإهمال الطبي . وفي النمط الثاني ( الاعتداء العاطفي) صور عدة منها : تحقير الطفل والحط من شأنه، السلوك البارد (انعدام المحبة والدفء)، التدليل المفرط ، القسوة( انعدام الأمان) ، التضارب ( تأزم خبرات التعلم)، المضايقة والتهديد ، الإهمال العاطفي (عدم التفاعل مع احتياجات الطفل)، اختلال السيطرة، العزل (عدم تكوين الحياة الاجتماعية)، الرفض (هدم شخصيته). وفي النمط الثالث (الاعتداء الجسدي) صور عدة منها: الأذى البدني المباشر أو بأداة. مثلاً الضرب باليد باللطم والحرق والصفع والتسميم والخنق والإغراق والرفس والخض أو الضرب بأية أداة وتسبيب الجروح والكسور والرضوض والخدوش والعض والقطع. وفي النمط الرابع (الاعتداء الجنسي) صور عدة منها: الاختلاء، التحرش، تجهيل الطفل. ورغم أن الكتيب وضع توجيهات تربوية فضفاضة غير محددة إلا أنه في ختام الكتيب ينتهي إلى أن أنماط العنف تجاه الطفل تتمثل في التالي: الإساءة الجسدية الإساءة الجنسية الإساءة الصحية الإساءة الانفعالية وإذا كانت كل من الإساءتين الجسدية والجنسية واضحتين حسب النمطين السابقية فإن الإساءة الانفعالية تتمثل في الازدراء والإرهاب والعزلة والاستغلال والفساد. ويبقى لدينا إضافة إهمال ردود الأفعال العاطفية للطفل. تراءى وأنا أعرض هذا الكتيب بموضوعه عن العنف الأسري تجاه الطفل، فكيف سيكون هذ الطفل عندما يكون شاباً أو شابة؟. لو تحسسنا بالرؤية والأدوات الأكاديمية هذا العنف بأنماطه المقيتة من الأسرة التي تعد أحد مؤسسات المجتمع تجاه أن تنتجه بأشكال مختلفة بعض مؤسسات المجتمع السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية. ماذا سيحدث؟. هذا العنف الذي يتضاعف هذا العام 2011 نراه الآن يتعاظم كما في مصر، في ميدان التحرير ، الصورة تجرح القلب والعيون. صور يعرضها الإعلام المرئي سواء في الفضائيات أو النت عبر كليبات دهس الجالسين والماشين في الشوارع والجسور إطلاق الشتائم والأعيرة النارية على العزل. تتصاعد أغنيات الشيخ إمام ومحمد حمام ووردة وعلي الحجار "يا مصري ليه ؟" ( مجموعة تجيش نعيش 1992) التي كتبها سيد حجاب ولحنها ياسر عبدالرحمن. "يا مصري ليه دنياك لخابيط والغُلب محيط والعنكبوت عشش عالحيط وسرح عالغيط يا مصري قوم هش الوطاويط كفاياك تبليط صعبة الحياة والحل بسيط حبة تخطيط.." ثمة غضب في صدور شباب هذا الجيل. إنهم أبناؤنا وإخواننا وسوف يكونون آباء لأجيال قادمة كما سيكونون أجداداً لأحفاد واعدين. عندما يغضبون يعني في الأمر لومهم لنا بحاجة لم ندركها، ولم نتمكن من فهم طريقة التعبير عن الحاجة، وربما نفقد ذلك الخط المشترك. ولكن لا بد من الاقتراب إليهم. ليقتربوا إلينا فليس لهم إلا أحضاننا، وليس سوى الأمل المعقود في قلوبهم..