اختتمت فعاليات المؤتمر السبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في دورته السادسة والثلاثين والذي عقد بالدوحة تحت شعار " التبرع وزراعة الأعضاء" وذلك بفندق الريتز كارلتون حيث ناقش الوزراء عدداً من القضايا المهمة التي تتعلق بتنمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات الصحية الوقائية والعلاجية، ونشر الوعي الصحي بين مواطني المنطقة، وتحديد مفاهيم القضايا الصحية والعلمية المختلفة وترتيب أولوياتها، وتبني تنفيذ البرامج المشتركة بدول المجلس، بالإضافة إلى تقييم النظم والاستراتيجيات ذات الصلة بالرعاية الصحية وتعزيز التجارب الناجحة بدول المجلس وتعميمها على الدول الأعضاء. وتصدرت قضايا مكافحة الأمراض غير المعدية، وتسجيل ومكافحة السرطان، ومكافحة التدخين، وزراعة الأعضاء، والتوعية والإعلام الصحي، وجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا، واستئصال شلل الأطفال، والشراء الموحد، ولوازم التأهيل الطبي، وغيرها من الموضوعات المهمة في جدول أعمال المؤتمر الوزاري. وخرج البيان الختامي للمؤتمر بالعديد من القرارات الهامة حيث ثمّن المؤتمر مشروع تطوير المركز الخليجي لمكافحة السرطان وما تضمنه من الرؤية والرسالة والأهداف والخطط الإستراتيجية والهيكل التنظيمي والبنية التحتية، وما يمثله من نقلة تطويرية هامة في مسيرة البرنامج الخليجي لمكافحة السرطان واعتماد العمل به. واعتمد المجلس العمل "بإعلان دبي" حول داء السكري والأمراض المزمنة غير المعدية 2010م والذي يتواكب في مضمونه ومحتواه مع أهداف واستراتيجيات الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة داء السكري (2008/2018)، وكلف الوزراء اللجنة الخليجية لمكافحة داء السكري بدراسة سبل التعاون العلمي والعملي حيال المشاركة الخليجية الفاعلة في"المؤتمر العالمي للسكري"والمقرر عقده في دبي خلال شهر ديسمبر القادم، كما اعتمد الوزراء" الإطار العام للخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية 2010/2020 وما تضمنه من رؤية ورسالة وأهداف واستراتيجيات وآليات تطبيق ومؤشرات للمتابعة والعمل بها في دول المجلس من خلال إعداد خطط وطنية تنفيذية. وزراء الصحة الخليجيون في صورة جماعية كما اعتمد المجلس تشكيل اللجنة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية طبقا لآليات العمل والمهام المحددة، وتكليف اللجنة بإعداد الخطة التنفيذية ومتابعة تطبيق الخطة الخليجية المعتمدة وفق مراحل زمنية محددة ومؤشرات قابلة للقياس وتحديد المهام والمسؤوليات.كذلك وافق مجلس وزراء الصحة على عقد المؤتمر الخليجي الخامس للتوعية والإعلام الصحي في سلطنة عمان نهاية شهر مارس 2012.. كما اتفقوا على إطلاق الحملة الخليجية للتوعية بعوامل الخطورة الخاصة بالأمراض المزمنة والاكتفاء بهذه الحملة خلال الثلاث سنوات القادمة على مستوى دول المجلس. وأقر الوزراء تشكيل لجنة تنسيقية على المستوى الوطني لتفعيل جميع المبادرات المماثلة والمتعلقة بعوامل الخطورة الخاصة بالأمراض المزمنة. كما دعا وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الى تبني الأسس الواجب اتباعها من قبل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية من أجل الوصول إلى هدف الاكتفاء الذاتي من زراعة الأعضاء. وأشاروا الى أن من أهم تلك الأسس إيجاد التشريعات المناسبة لتنظيم التبرع بالأعضاء وزراعتها وتسجيل مرضى الفشل العضوي وتعميم إنشاء مراكز لزراعة الأعضاء، ومراكز التبرع بها وتعزيز الربط الالكتروني فيما بينها وتوفير الكوادر الطبية والتمريضية لهذه المراكز. واعتمد الوزراء مشروع قانون مكافحة التبغ لدول مجلس التعاون الذي تم التوصل إليه في اجتماع تطوير القوانين الخليجية كقانون استرشادي ووجهوا باتخاذ الإجراءات اللازمة لعمل التعديلات التشريعية التي تتفق مع القانون حسب ما ورد في توصيات الاجتماع، وبما يتفق أيضا مع ظروف وواقع دول المجلس. كما اعتمدوا مشروع الضوابط الاسترشادية للإعلان عن التبغ والترويج له كما أكد الوزراء على ضرورة قيام منسق إستراتيجية الملاريا بالمكتب التنفيذي سكرتير مجلس إدارة صندوق مكافحة الملاريا بزيارات تفقدية كل ثلاثة أشهر لمتابعة تنفيذ أنشطة الخطة التنفيذية وبما نصت عليها التوصيات السابقة. ورحب المجلس بدعم مؤسسة العون للتنمية الاستراتيجية لمكافحة واستئصال الملاريا في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية كنموذج للشراكة والتعاون بين الجانب الحكومي ومنظمات المجتمع المدني. كما قرر الوزراء الموافقة على معايير الرعاية الصيدلانية لصيدليات المجتمع والتي تم إعدادها ومراجعتها من قبل اللجنة الخليجية للرعاية الصيدلية والتأكيد على الدول الأعضاء نحو تفعيل التوصيات الصادرة عن الندوة الخليجية للرعاية الصيدلية في صيدليات المجتمع وذلك تفعيلاً للقرارات الوزارية الصادرة بهذا الشأن. وحث المجلس الدول الأعضاء على إنشاء إدارات متخصصة تعنى بالاستخدام الرشيد للدواء ذات مهام ووصف وظيفي واضح كما أوصى المجلس بالموافقة على الدعم المطلوب والطلب من وزارة الصحة بالجمهورية اليمنية تزويد المكتب التنفيذي بالميزانية المطلوبة وأوجه الدعم المطلوب تقديمه من دول المجلس وحجم هذا الدعم لاستمرار دعم حملات التطعيم ضد شلل الأطفال من خلال وضع خطة تنفيذية واضحة ومؤشرات مراقبة الأداء ومتابعة التنفيذ، وذلك خلال أسبوعين وتعميم هذه الخطة المقترحة على دول المجلس لاستطلاع مرئياتهم حيالها ورفع هذا التصور إلى وزراء الصحة بدول المجلس في مؤتمرهم الواحد والسبعين في جنيف بعد مناقشة كافة بنود الميزانية المطلوبة في الاجتماع القادم للهيئة التنفيذية. كما وافق الوزراء على تفعيل القرارات السابقة الصادرة من المجلس حول علاج الوافدين من الجمهورية اليمنية لدول مجلس التعاون، كما أرتأى المجلس أن تقوم وزارة الصحة بالجمهورية اليمنية بإعادة مخاطبة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو العمل على تحقيق هذا المطلب وتعزيز تفعيل التغطية الصحية للوافدين من الجمهورية اليمنية حسب نظام كل دولة.