يرصد الباحث الدكتور محمد علي البار في كتابه الجديد (بوشكين.. شاعر روسيا والقرآن الكريم) والصادر عن دار كنوز المعرفة، علاقة هذا الشاعر الكبير بالقرآن الكريم وإعجابه واهتمامه البالغين بالتنزيل الكريم ومدى تأثره به. في مطلع الكتاب يتقصى الباحث البار مدى تأثر الأدباء الروس والأوروبيين بالإسلام العظيم وبالقرآن الكريم وبالرسول عليه الصلاة والسلام، حيث يذكر إلى جانب ألكسندر بوشكين وليرمينتوف وتولستوي وجوته ودانتي وموليير ورينيه وجارودي وجميس بولدوين ومراد هوفمان وهونكه، ثم يتوقف عند بوشكين محط البحث ويكشف التوهج الإيماني في شعره الذي بقي مغمداً لا يعرفه إلا القليل من المختصين ومرد ذلك لظروف الحقبة القياصرية ثم فترة البلاشفة. وكل ذلك الإعجاب من بوشكين بالقرآن جاء من خلال اطلاعه على ترجمات غير دقيقة للقرآن فكيف به لو قرأ ترجمة أمينة؟.. لقد ألقى البار الضوء على جملة من قصائد بوشكين تمد نور القرآن وحبه للإسلام ومنها قصيدة عن الرسول حيث يقول فيها: يضنينا عطش الروح وفي الصحراء الموحشة كنا نتمدد فظهر لنا في مفترق الطريق سارافيم ذو الأجنحة الستة وبأصابع خفيفة مثلما في الحلم لمس قرة عيني فانفرجت مقلتاي النبويتان كأنهما عينا نسر مذعور. وفي هذا النص يشير إلى ما حدث من رهبة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ويمضي بوشكين واصفاً في شعره كثيرا من التي مرت على النبي كما يصف بوشكين مآثر الحج وما يصحبه من نقاء روحي ويبرز تأثره بالقرآن في سورة الفجر وسورة الأحزاب وسورة عبس وسورة إبراهيم واستلهامه بالكثير مما جاء في التنزيل الشريف. الكتاب الذي جاء في ثلاثة فصول تناول الإسلام في روسيا (القوقاز والقوقاس والفولجا) ثم التعريف ببوشكين وسرد حياته ونشأته وظهور شاعريته حتى وفاته مقتولاً مدافعاً عن زوجته، في حين جاء الفصل الثالث وهو الأهم عن التأثيرات الإسلامية العربية في إنتاج بوشكين كالقرآن الكريم ومحبته للرسول الأعظم وإعجابه بكثير من الشعائر الدينية وحبه لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ثم يدرس قصائد بوشكين في النبي الكريم وزوجاته وبعض سور القرآن الكريم.