خصص الرئيس الأمريكي باراك أوباما جزءا كبيرا من خطاب حالة الاتحاد الأخير عن التعليم . تحدث أوباما بحماس وبتفاصيل صغيرة عن جو المدرسة الملائم لتحريض الطلاب على الإبداع ، وطالب بإعادة الاحترام للمدرسين مستشهدا بالتقاليد الكورية الجنوبية التي تعتبر المدرس باني الأمة . قال إنهم يجب أن يضحوا من أجل تجهيز جو تعليمي ملائم للأطفال وأضاف بأن كل من أراد أن يسعى لنجاح أمريكا يمكن أن يكون معلما . لماذا يضيع وقته أوباما في الحديث عن هذه القضية لدرجة يبدو كمسئول في التعليم على الرغم من أن أمريكا لديها واحد من أفضل الأنظمة التعليمية في العالم ؟!. في الواقع لقد جاوب على السؤال عندما قال إن المستقبل ليس هدية ولكنه إنجاز. فقط من خلال التعليم يمكن لأمريكا أن تفوز بالمستقبل وتدخل في سباق التنافس الحضاري في هذه العالم المتغير كما أشار . حتى التعليم المتطور لا يبدو أنه يناسب هذه المرحلة التنافسية الجديدة . هكذا يمكن أن نفهم من حديث الرئيس الأمريكي ، وهكذا نعرف من حالة الالتفاف لدفع التعليم الأمريكي قدما ، التي يقودها الملياردير الشهير بيل غيتس. ولكن ماذا عنا نحن وهذا ما يهمنا ؟!. تعليمنا الذي يعاني من موت دماغي منذ عقود ، ويقتل معه الكثير من عقول ومواهب وطموحات الطلاب الصغار ، لا يبدو أنه فعلا قضية تستحق النقاش والاهتمام . نصيح منذ سنوات طويلة بأن التعليم الذي يجب أن يحرض على الإبداع ويخلق المستقبل ويهيئ فرصا للطلاب للنجاح وبالتالي يصعد بالبلاد إلى مراتب متقدمة ، أصبح لدينا يقوم بالعكس تماما . ومع كل ذلك لا يتفضل علينا أحد من وزارة التربية والتعليم ويشرح بطريقة مفصلة وواضحة ماذا يحدث . كأن الأبناء والبنات الذين يدرسون ليسوا أبناءنا وبناتنا ، وكأنهم لن يصبحوا يوما ما المسئولين عن بناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم . صحيح أنهم وعدونا قبل سنوات بمنجز وطني ونعرف بعد ذلك ماذا حدث ، توجوا أحد الأشخاص والذي لا يؤمن أصلا بالمستقبل – يؤمن فقط بهدم الحرم منعا للاختلاط وبمنع الكاشيرات من العمل- بتأليف الكتب المدرسية . من تابع خطاب أوباما لابد أن يشعر بالحزن . هذه الدولة القوية يحذر زعيمها من خطورة عدم تطوير التعليم ، ونحن الذين بأمس الحاجة لتغيير التعليم لايبدو الأمر يعنينا ويمكن السكوت عنه وتأجيله أو حتى نسيانه تماما . للحظات تفكر أن أوباما كان يتكلم عن تعليمنا ، وتتمنى أن الطلاب والطالبات لدينا سيحظون بذات الفرص الذي يوفرها التعليم الامريكي لطلابه . تعليم يدفع إلى مزيد من الابتكار واستثمار المواهب وغرس الفكري النقدي والتحليلي واستثارة الخيال . ولكن تستيقظ على أن التعليم الأمريكي للطلاب اللأمريكيين فقط . ماذا عن تعليمنا ؟!. لاشيء يستحق العجلة فعلاً . يمكن الانتظار سنوات أخرى . أما أوباما فهو « مستعجل اكثر من اللازم ، الله يهديه بس « !!.