أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ترجمة كتاب جديد بعنوان «الشوكولاتة التاريخ الكوني»، للمؤلِفَين سارة موس و أليكساندر بادنوتش، وترجمه إلى اللغة العربية معن أبو الحُسن. يتحدث الكتاب بأسلوب شيق عن التاريخ العريق لثمار الكاكاو الثمينة منذ أن استخدمت بديلاً عن النقود في المبادلات التجارية وحتى يومنا هذا تنمو شجرة الكاكاو في المناطق التي تبعد عشرين درجة عن خط الاستواء وعلى ارتفاعات لا تتعدى 300 متر، وهي تحتاج لظل دائم ورطوبة متواصلة وحرارة لا تنخفض عن ستة عشر درجة مئوية، وعلاوة على ذلك فإنها تحتاج لرعاية متواصلة لحمايتها من أمراض مفاجئة قد تقضي على مزارعها في أسابيع قليلة، كما أن الجراب الذي يحتوي على حبوبها وينمو على جذوعها ينبغي حصاده بطريقة خاصة تحمي البراعم المجاورة التي ستثمر في الموسم القادم. وعلى الرغم من أن ظروف زراعتها تتوفر فقط في مناطق تبعد آلاف الكيلومترات عن أماكن استهلاكها وتصنيعها الرئيسية، ومن كل ما سبق من ظروف أخرى قاسية، فقد خاض الإنسان حروباً عديدة من أجل السيطرة على مناطق إنتاجها، وأدى بعض تلك الحروب إلى القضاء على حضارات ازدهرت قروناً، وإلى فناء شعوب كثيرة. ومع تطور طرق تصنيع تلك الحبوب الثمينة، وإنتاج أشكالها المختلفة التي نعرفها اليوم، تطورت كذلك طرق استهلاكها مع مرور الزمن وتقدم الصناعة، فمن الشراب الذي أصبح تقديمه في المقاهي شائعاً منذ قرون، إلى أنواع الشوكولاتة المختلفة الداكنة والمرة والشقراء الحلوة والبيضاء، بل إنه ليمكن القول إنه من الصعب أن يخلو بيت في العالم من أحد منتجات الكاكاو الكثيرة، وعلى رأسها الشوكولاتة. أمّا مؤلف هذا الكتاب كل من سارة موس الحائزة على شهادة الدكتوراه من أكسفورد ولها العديد من المؤلفات حول تصوير الطعام في كل من الأدب والثقافات، وشاركها التأليف أليكساندر بادنوتش ويعمل موجهاً في مجال الدراسات الثقافية والإعلامية في جامعة يوتريشت في نيزرلاندز. ترجم الكتاب معن أبو الحُسن المولود في سوريا عام 1942، والحاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق.. عمل سابقًا مدرسًا للغة الإنجليزية، ثم انتقل للعمل في مجالي الترجمة والصحافة، وله عدد من الترجمات والأبحاث.