قراءة السوق: لم يكن متوقعاً أن يحدث ما حدث بسوق الأسهم السعودية بأول يوم تداول يوم السبت الماضي الموافق 29 يناير حين هوى سوق الأسهم السعودية بمقدار فاق 6% وخسارة أكثر من 430 نقطة في يوم واحد, وفقد عشرات الشركات أسعارها وهوت بنسبة 10% في أول يوم من التداول, وهذا تبعا للأحداث والمتغيرات التي تمت بجمهورية مصر العربية, ولكن في اليوم التالي عاد المؤشر ليعوض ربع خسائره تقريبا, وأنهى الأسبوع بتذبذبات حادة ولكن بخسارة كمحصلة أسبوعية قاربت 2.75% أي ما يقارب 184 نقطة, وهذا بتقدير جيد ومقنع تبعا للظروف التي أحاطت السوق وهي ليست عوامل اقتصادية أو مادية بقدر ما كانت رد فعلي خوف وتردد وتوتر لا أكثر, رغم عدم وجود رابط للمملكة بأحداث مصر, لا ماليا أو سياسا, فلا مبرر كبيرا لما حدث, رغم أننا شددنا على أن السوق السعودي بحاجة إلى تصحيح وجني أرباح خاصة أو كل المؤشرات الفنية كانت متضخمة, ولكن لا أن يتم بالطريقة والمنهجية التي تمت وهي خارج قدرات التحليل الفني أي العوامل الخارجة المؤثرة التي تحدث بأي لحظة أو وقت ويصعب تقديرها, ولكن المؤشرات كانت متضخمة في كل حال. مما حدث هوى السوق السعودي لمستوى 6267 نقطة كأدنى مستوى أسبوعي وصل له لم يصل له منذ أشهر, ولكن سرعان ما ارتد للأعلى وأقفل بنهاية الأسبوع عند مستوى 6513 نقطة, وهذا يعزز قوة ومتانة السوق السعودي على الأقل في الفترة الحالية وهي فترة جني أرباح السنة والنتائج السنوية التي لم تكن سيئة بل جيدة واستمرار نمو الأرباح والتوزيعات النقدية في قطاع البنكي أو البتروكيماويات والاتصالات لشركتين منها فقط, وغيره من الشركات, لم يكن هناك استثناء سلبي عن السوق, لقد توقف المؤشر العام تراجعا عند مستوى 38.2 فيبوناتشي وهي بالضبط رقميا نفس مستوى الارتداد ولم تختلف كثيرا أي مستوى 6267 نقطة وهذا عزز هذا المستوى من الدعم للسوق السعودي, وكان هناك مستوى دعم مهم جدا أيضا وهو 50% فيبوناتشي أي مستوى 6348 نقطة وهي واضحة من الرسم الفني للمؤشر العام اليومي, وأعتقد مراقبة هذا المستوى مهما لكي يمكن تقدير مستويات الدعم والمقاومة للفترة القادمة, خاصة أن المؤثرات والمتغيرات المحيطة ما زالت قائمة ولم تنته وقد تتصاعد وقد تتراجع وتهدأ المتغيرات وكلها ستكون مؤثرة, ولكن في النهاية ان الهزة الأولى أو التأثير الأول على السوق حصل يوم السبت, ولكن هل انتهى كل شيء؟ بالتأكيد لم ينته وسياسية التحفظ هي الأفضل سواء بشراء أو بيع. المهم الآن أن المؤشر العام عاد للمسار الصاعد الذي رسم منذ أشهر وأقول إنه يمكن أن يستمر هذا المسار للقراءة لمدة سنة, بشرط أساسي عدم حدوث متغيرات أساسية خارج السوق سياسية أو غيرها تغير كل خارطة السوق أو الأسواق كلها, فهذا يصعب تقديره, ولكن أيضا بالاتجاه الآخر مع الأزمات أن هناك فرصا تأتي وتكون متاحة للأسهم القيادية والرابحة وذات النمو حين تنخفض بأقل من قيمتها المستحقة لا شك أنها ستكون فرصة وحدث لبعض الشركات يوم السبت الماضي, ومن تابع نشرة شراء المستثمرين التي تعلن بعد إغلاق السوق يجد كثيرا من المستثمرين رفعوا حصصهم, وهذا الذي يعلن لمن يملك أكثر من 5% والأكيد أن لمن هم أقل من 5% رفعوا أيضا حصصهم. عودة السوق للمسار الصاعد إيجابي متى استمر, والأسوأ في حال أن المؤشر العام انخفض أقل من 6325 نقطة واستمر دونها وهو الآن مدعوم بمتوسط 200 يوم وهذا مهم. المؤشر العام أسبوعي: واضح أن المسار الصاعد كسر خلال الأسبوع المنتهي, ولكن عاد وأقفل أعلى من الترند أو المسار الصاعد بارتياح, ولكن هل يمكن القول انتهت المشكلة والأزمة وأنه لن يكسر؟ هنا يصعب التنبؤ بذلك تبعا للمتغيرات التي نعيشها والمحيطة بنا, ولكن يمكن القول إن قوة السوق السعودي أثبتت ذلك بالعودة السريعة للمسار الصاعد وأن ما حدث استثناء, وعاد بالارتفاع, ولكن في النهاية لم يعوض كل الخسائر, وهذا يعزز حالة الترقب والتردد بالسوق والتي ستلقي بظلالها خلال الأيام القادمة تبعا للمتغيرات التي ستحدث وتؤثر, ولكن في النهاية ستكون لا أثر حقيقي على السوق السعودي في ظل هذه المتغيرات التي لا ترتبط بالسوق السعودي للمدى الطويل. أهم مستوى دعم الآن للسوق أسبوعي مستوى 6208 نقاط ولم يصل له المؤشر العام حتى مع انخفاضه الشديد الذي حدث وهذا يعزز قوة هذا الدعم للسوق السعودي, والمستوى الآخر للدعم هو مستوى 6348 نقطة وهي تعادل مستوى 50% فيبوناتشي, وتجاوز مستوى 38.2% وهذا إيجابي, الأهم الآن على الحركة الأسبوعية هي الحفاظ على مستوى وأهم دعم أسبوعي الآن 6407 نقاط. المؤشر العام يومي: لم يختلف عن الحركة الأسبوعية كثيرا بل ومعززا له, وأهم مستويات الدعم اليومية الآن متعددة ونستعرضها الأهم أولها مستوى 6412 نقطة وهو يشكل مستوى دعم 200 يوم, والدعم الاخر الآن هو مستوى المسار الصاعد وهو 6350 نقطة, وذلك بعد أن كسر مستوى 50 يوم و100 يوم, ونلحظ أن المسار الصاعد كسر يوم السبت وعاد له سريعا يوم الأحد بعد الإغلاق, وهذا مهم جدا أي الاستمرار المحافظة على المسار الصاعد الذي يعتبر الآن المؤشر العام داخل نطاقه, ويجب أن نقر أن المتغيرات السياسية المحطية هي العامل الأساسي المؤثر, رغم أن الأسواق الأمريكية لأول مرة منذ ما قبل 2008 ميلادية لم تتجاوز أو تلامس 12000 نقطة وهذا ما حدث وتجاوزها المؤشر العام يوم الثلاثاء الماضي تبعا لأخبار ونتائج الشركات الإيجابية, وفي الأزمات يحدث الخلل والاضطراب ولكن يظل مؤقتا باعتبار عدم وجود رابط مع هذه المتغيرات والأحداث, وقد تكون فرصة أكثر منها أزمة في الواقع. خاصة للشركات ذات العوائد والأرباح أو لمن انخفضت بأقل من قيمتها العادلة. الواضح أن حالة التذبذب والتقلبات ستكون مسيطرة وسائدة خلال الفترة القادمة حتى نجلي حالة التوتر والقلق, ورغم أن الأسواق في أساسها لم تكن تحتاج الصعود بقدر التهدئة ولكن ليس بهذا السيناريو الحاد المقلق, وهذا ما حدث, ومهم أن يكون هناك الآن متابعة دقيقة لمستويات الدعم والمقاومة والتي هي من سيكون محددا أساسيا لمسار السوق ككل, وأهم مقاومة قادمة الآن هي مستوى 6700 نقطة وأهم دعم 6350 نقطة بين هذين المسارين يمكن معرفة أين موقع المؤشر العام وأين يتجه. قطاع المصارف يومي: ما زال مستوى 17019 نقطة يشكل أهم مستوى مقاومة للقطاع المصرفي منذ مايو 2010. وهذا ما وضع القطاع المصرفي في نطاق ضيق وضعيف في تذبذباته, ولكن هناك إيجابية منذ مايو أيضا وهي القيعان الصاعدة أي لا يوجد قاع جديد أقل من سابقه وهذا جيد حتى الآن وإيجابي, ونأمل أن يتجاوز القطاع هذا المستوى من المقاومة والذي يقف عند مستوى 38.2% فيبوناتشي وهذا واضح أهميته على مر الوقت الذي نعيشه حتى الآن, أغلق القطاع أعلى من 200 يوم وهذا إيجابي وأن لم يأخذ المسار الصاعد الكامل والواضح حتى الآن, وهذا ما يحتاجه القطاع, رغم أن المؤشرات الفنية تبين هناك ارتفاعا وليس زخما كافيا للصعود وهذا سلبي, والقطاع يدار بطريقة ترميم المؤشر, والداعم له الآن نتائج المالية وتوقعات التوزيعات النقدية وهذا جيد للمدى القصير ولم يحدد كثيرا توقيت التوزيعات النقدية ولكن هي غالبا من نهاية فبراير حتى مارس. القطاع يحتاج إلى تشكيل مسار صاعد واضح وهذا لم يحدث حتى الآن فالسمة هي الاضطراب والتذبذب ولم يبدأ تكوين صورة واضحة للاتجاه. قطاع البتروكيماويات يومي: حقق أهدافه والتي وضعناها هنا من أشهر وهو مستوى 6740 نقطة, والآن كسر مسار صاعد حاد من أساسه وهذا واضح وأوضحنا ذلك بتحليلات الأسبوعية الماضية, وكسر متوسط 50 يوما, وهو البعيد جدا عن مستوى 200 يوم ونبهنا على التباعد بين المتوسطات الذي لا يتعبر منطقيا أو مقبولا فنيا, والآن يحدث ما حدث, وتراجع القطاع إلى مستوى 200 يوم بدقة متناهية وارتد منها أي مستوى 61.8% فيبوناتشي أي 6006 نقطة, والتي أصبحت الآن أهم دعم للقطاع, والقطاع يحتاج الآن للمسار الأفقي أكثر من أي شيء آخر ليستعيد زخم وقوة القطاع حت يكمل مسيرته الإيجابية, وما زال خط الأزرق المسار الصاعد بعيدا عن مستوى المؤشر القطاعي, وهذا يؤشر إلى توقعات تذبذبات مستمرة بالقطاع فهو لم يشكل مسارا صاعدا منطقيا متوزانا سواء من المسار الصاعد أو المتوسطات حتى الآن, وهذا ما يحتاجه القطاع, فلم يتجاوز مقاومات مهمة القطاع وتراجع لمستويات الدعم التي كانت أساسية له وهو يختبرها ونجح بعدم كسرها وهذا إيجابي. أهم دعم أسبوعي للقطاع الآن مستوى 5558 نقطة ومستوى 5780 نقطة رغم بعدها لكن أهم مستويات دعم مغرية وجيدة.