قال وزير المالية المصري سمير رضوان إن الخسائر الحالية للبورصة المصرية فاقت خسائرها خلال الأزمة المالية العالمية. وخسرت الأسهم المصرية أكثر من 21% منذ بداية العام الحالي إذ يعتصم محتجون يطالبون الرئيس حسني مبارك بالتنحي في شوارع القاهرة مما اضطر الأسواق المالية إلى اغلاق أبوابها لسادس يوم عمل على التوالي. إلى ذلك سجل قطاع النقل في مصر خسائر بلغت 15 مليون جنيه يوميا؛ وذلك جراء الأحداث الجارية في مصر، وقال تقرير اقتصادي إن الخسائر اليومية لمترو الأنفاق تبلغ مليون جنيه أما خسائر السكك الحديدية المصرية فتبلغ 4 ملايين جنيه يوميا فيما تبلغ خسائر الموانئ المصرية 10 ملايين جنيه يوميا. وأوضح التقرير الاقتصادي أن البورصة والبنوك المصرية واصلت إغلاقها لليوم السادس على التوالي وسط تحذيرات الخبراء المصرفيين والاقتصاديين من أن استمرار توقف البنوك عن العمل سيحرم آلاف الأسر من تسلم تحويلات أقاربهم بالخارج.. مشيرا إلى أن أسعار شهادات الإيداع الدولية للشركات المصرية في بورصة لندن واصلت ارتفاعها الليلة الماضية وانعكست تأثيرات خطاب الرئيس المصري حسني مبارك الأخير على الأسواق العربية. وأظهر استطلاع أجرته رويترز أن العائلات الثرية في الشرق الأوسط تستفسر من البنوك الخاصة الأوروبية التي تتعامل معها بشأن مدى أمان الأوضاع بالنسبة لأموالهم في الوقت الذي يدرسون فيه نقل ثرواتهم خارج المنطقة التي تشهد توترات. وأشار نصف البنوك الخاصة المشاركة في الاستطلاع في لندن وسويسرا وعددها عشرة بنوك تدير اجمالا أصولا تتجاوز قيمتها أربعة تريليونات دولار حول العالم إلى زيادة استفسارات عملائهم بالمنطقة الذين يساورهم القلق بشأن الاضطرابات في مصر. ولم تتسبب المخاوف بعد في هروب الأصول من المنطقة حيث لم يكشف أي من البنوك عن تحويلات ملموسة للأموال. لكن بعض المشاركين قالوا إن ذلك قد يتغير إذ تثير الأزمة السياسية في مصر قلق الأسواق العالمية. وقال مصدر بأحد البنوك الخاصة السويسرية لرويترز "انها منطقة تحيط بها حالة عدم يقين فعلية لكن من الواضح أن الناس يتحدثون إلينا عندما تكون هناك أحداث مثل هذه." وشارك في الاستطلاع عشرة بنوك متنوعة الاحجام في شتى أنحاء العالم دون أن يذكر أي من المشاركين اسمه. وتأتي الاضطرابات في مصر بعد الاطاحة بالنظام المستبد في تونس قبل عدة أسابيع مما أدى لحالة من القلق في أسواق المال بالمنطقة. وأثارت الانتفاضتان الشعبيتان تكهنات بأن تمتد الاحتجاجات في أنحاء أخرى من المنطقة مما يؤدي للاطاحة بمزيد من الحكومات ومزيد من العنف. ولطالما كان كبار الأثرياء العرب من الخليج ومناطق أخرى في الشرق الأوسط العملاء الرئيسيين للبنوك الخاصة في أحياء الصفوة في لندن وجنيف حيث تمضي عائلات من الشرق الأوسط جزءا من العام. وتقدم هذه البنوك خدمات متميزة للأثرياء في أنحاء العالم - بدءا من خدمات الايداع العادية إلى تمويل شراء اليخوت العملاقة - حيث تعتبر سويسرا وبريطانيا مركزين رئيسيين للقطاع. ويهيمن على هذا القطاع بنوك كبيرة مثل يو.بي.إس وكريدي سويس وبنك أوف أمريكا رغم أن أيا من هذه البنوك لا يسيطر وحده على حصة كبيرة من السوق حيث تعمل أيضا مئات البنوك الصغيرة. واكتسبت البنوك الخاصة في أوروبا خاصة في سويسرا سمعتها بفضل مكانة المنطقة كملاذ آمن مما اجتذب عملاء من دول بها أجواء سياسية ومالية أقل استقرارا. وتصب الاضطرابات في الشرق الأوسط في مصلحة هذه البنوك التي تحيط أعمالها بالسرية ويقول المصرفيون إنهم مستعدون لاتخاذ اجراء إذا طلب منهم العملاء ذلك. وقال مسؤول كبير في بنك خاص في لندن "يمكن القول إن من المرجح هروب رأس المال في أوقات الصعوبات السياسية أو الاقتصادية إلى مناطق أكثر أمنا."