اسباب تراجع الكرة السعودية واخفاق المنتخب السعودي في بطولة اسيا 2011 يعود الى أمور عدة ربما هي مغيبة او مخفيه عن محللي ونقاد الكرة لاسيما الامور الادارية والقانونية والتي تراكمت بشكل عنيف حتى بدأ تأثيرها يطفو على السطح وادت مع اسباب اخرى رياضية وفنية واجتماعية واعلامية الى سقوط الكرة السعودية وربما تكون سببا رئيسيا في تشتت ذهن اللاعب وقلقه وعدم تركيزه ونرفزته المستمره سواء داخل الملعب او خارجه ولعلني هنا اركز على الجوانب القانونية في الاحتراف السعودي والذي طبق شكليا حسب مطالب ومعايير الاتحاد الاسيوي الا اننا وللأسف فشلنا في اعداد لوائح وانظمة للاحتراف المحلي تمتاز بخصائص شرعية وقانونية ذات ثقافة محلية تحفظ لللاعب والنادي والوكيل واتحاد الكرة حقوقهم القانونية بعيدا عن الوعود الوهمية والثقة المفرطة والتي جعلت من اللاعب مجرد سلعة يتم التساوم عليه وعرضه ونقله والاستفادة من مبلغ انتقاله وعقود الدعاية والرعاية ومنحه جزءا يسير من مستحقاته لاسكاته والباقي بعدين ان شاء الله بوعود وهمية وثقة مفرطة ليس لها محل في العمل القانوني والتجاري خصوصا الاحتراف الرياضي والذي يوثق وللاسف بموجب عقود احتراف هي اشبه بعقود الاذعان وعقود الاذعان في القانون هي العقود التي تصاغ من طرف التاجر وتلزم العميل بالتوقيع عليها دون شرط او قيد، حتى ان اغلب اللاعبين السعوديين وللاسف يفرح بمايتم دفعه له من مبلغ مقطوع ليفرج به كربته مؤقتا ويقوم بالتوقيع على تلك العقود التي لاتوفر ادنى حماية له وربما يحصل الوكيل على كامل عمولته قبل حصول اللاعب على جزء من مستحقاته والسبب طبعا هو اتكال اللاعب على وكيله وجهله بحقوقه القانونية والثقة المفرطة في ادارة ناديه والضغوط الشرفية والاعلامية والجماهيرية وثقافة اللاعب السعودي المؤمن بالحصول على القليل والباقي راجعنا بعدين، مما يؤدي الى خلق حالة قلق مستمر وعدم ثقة وتوهان لدى اللاعب وشعوره بعدم الامان وبعدم قدرته على تحصيل حقوقه او المحافظة عليها، فاذا كان لاعب مثل هذا لايملك الحق في حماية نفسه وامواله ويعيش في قلق ورعب مادي وخوف من المستقبل المجهول فكيف نعتمد عليه في حماية ناديه او منتخب بلاده وهو لم يحم نفسه، خصوصا ان مستقبل اللاعب وللاسف مظلم جدا عند تعرضه للاصابة لاقدر الله، لا تأمين ولا راتب تقاعديا يؤمن مستقبل اللاعب السعودي ومستقبل اسرته ولنا بحال اللاعبين السابقين اسوة حسنة ومن هنا اطالب بسن نظام تأمين تجاري قوي وفعال للاعبين السعوديين المحترفين وغيرهم ولامانع ان يكون الاشتراك فيه اختياريا برسوم رمزية مدعومة من اتحاد الكرة ومن الاندية الرياضية وان يكون هنالك عقد احتراف موحد وملزم للاندية واللاعبين والوكلاء كافة ومصادق عليه من قبل اتحاد الكرة يتضمن شرطا اساسيا هو ضمان حصول اللاعب على مستحقاته بشيك مصدق وان اي شرط يسقط حقا من حقوق اللاعب يعتبر شرطا لاغيا وغير مؤثر. لذلك اقترح ان يكون هنالك معايير واشتراطات خاصة بوكلاء اللاعبين تشترط مؤهلا علميا مناسبا واطلاع تام على القوانين والانظمة واللوائح المحلية والدولية للاحتراف الرياضي، وختاما اتساءل كيف بلاعب محلي غير مؤهل وغير مثقف ولايوجد لديه خبرة يضمن اي حق من حقوقه دون وجود قوانين وانظمة صارمة توفر له ولأسرته حماية كاملة ليس من الاخرين فقط بل حتى من نفسه؟، ومهما قيل عن عدم تركيز اللاعب وتشتت ذهنه وعصبيته فهي وللأسف بسبب وضعه النفسي والاجتماعي السيئ نتيجة عدم وجود اي ضمانات او راحة لمستقبله الشخصي وربما يكون ذلك سببا رئيسيا ايضا في فشل اللاعب السعودي في الاحتراف الخارجي لانعدام الثقة وانعدام الشعور بالامان من الاحتراف الرياضي. *مستشار قانوني