حالة التلبس الثقافي عند القاص في مجتمعنا تجعله معزولاً عن الحياة العامة والناس والطبيعة بكل ما فيها، لأنه في الغالب موظف في الهرم البيروقراطي الحكومي ويعيش حياة رتيبة لا تسمح بنشوء الفكرة الصافية الخلابة المستوحاة من الطبيعة في أعماله التي يقدمها، من النادر أن تجد القاص في أعماله يخرج للطبيعة في رحلات برية نهارية مثلاً أو ويعيش مواقف كثيرة ويحتك بالحياة الحقيقة في الشارع ومع الناس ويفهم حركة التفاصيل الدقيقة والصغيرة في الموجودات الحية والجامدة حوله . القاص في مجتمعنا يعيش عزلة الأكاديمي الباحث أو العالم المنزوي في تأملات علمية أو مفاهيم عامة تتعلق بالتاريخ ومحتوياته من الأفكار . القاص يحتاج إلى البساطة والتلقائية وهذا نادر في أغلب نصوصنا المحلية.