"لا يوجد حظر تجول، تعالوا شاركونا المظاهرات" نداء لمواطن مصري تكرر طويلاً على قناة الجزيرة الفضائية، نداء تحريضي مخالف للضرورة الأمنية لحظر التجول الذي فرضه الجيش المصري كحماية للبشر والممتلكات، على الجانب الآخر بطولة وطنية لمراسلة قناة العربية وهي تحذر من الصباح الباكر من انفلات أمني، حدث للأسف كما توقعت، وتفاعل إعلامي صادق من قناة العربية لما يحدث على أرض مصر، نقيضين من التعامل الإعلامي الفضائي الإخباري مع الأحداث المؤسفة والمحزنة لمصر العروبة. على النقيض كان الإعلام التلفزيوني المصري الحكومي والخاص يوم الجمعة الماضية خصوصاً "يغط في سبات عميق"، كانوا للأسف في بيات شتوي، لم يقرأوا الظروف حولهم قراءة إعلامية مستقبلية، كانت مصر تحترق وتنهب وتسرق، والمسلسلات اليومية تعرض وبكل برود، هنا نقطة سوداء تسجل للضعف الإعلامي المصري، ساعد ذلك على التوجه المباشر لقناة الجزيرة وقناة العربية وأحياناً ال BBC البريطانية لمتابعة الشأن المصري، الأمر كان يحتاج إلى احترافية، نحن نقدر الدور السياسي في توجيه هذا الإعلام ولكن الواقع يقول أن هناك من يلعب بصورة تحريضية مباشرة إعلامياً لبث الذعر وتهييج الشارع المصري، وهذا الأمر محزن للغاية في أن يتخلى الإعلام عن دوره الإيجابي إلى دور سلبي ومثير للاستفهام!. البرامج الحوارية في القنوات المصرية قبل هذه المظاهرات أثبتت أن الإعلام التقليدي كان مسيطراً على عقلية وواقع الفضاء التلفزيوني المصري، سقوط ذريع ومؤسف للكثير من القنوات وخصوصاً بعض البرامج الشهيرة، كان معتز الدمرداش يوم السبت الماضي غائباً عن الدور البطولي الذي كنا نشاهده عليه وبحماس لو كان الأمر يتعلق بمواطن مصري حدث له أي أمر اعتيادي أثناء عمله في السعودية والقصص لا تخفى على الكثيرين بهذا الأمر، شاهدت معتز وكأنه مبتدئ إعلامياً، قبل ساعات من برنامجه وكالات الأنباء وقناة العربية والجزيرة تعرضان مشاهد حية لسرقة المتحف المصري، وعندما تخبره مراسلة برنامجه على المحور أنها سمعت أن هناك سرقة للمتحف، يقول لها على الهواء وبجهل "تأكدي وسوف نتصل بزاهي حواس ليؤكد هذا الأمر" وغضب منها عندما كررت أن الأمر على جميع الفضائيات يبث، هنا سقطة كبيرة لبرنامجه تحديداً والبرامج كثيرة الكلام التي كنا نشاهدها ولم تكن تقرأ الواقع الحقيقي لما جرى بمصداقية وحس إعلامي. الجزيرة تفوقت في استغلالها للعب على وتيرة الحقيقة، لتقدم إعلاماً تحريضياً ساهم وبدرجة كبيرة من وجهة نظري بتدهور الأوضاع داخل مصر، فالمقارنة مع تغطيتها لأحداث تونس والقاهرة تعطينا دلالة واضحة للعيان مدى التوجه البغيض الذي ساهمت فيه، والحمد لله أن قناة العربية كانت حاضرة في هذه الأحداث بمهنيتها العالية حتى وإن خالفني الكثيرين، لأن الإعلام دوره إصلاحي وليس تدميرياً، الإعلام دوره أكبر من إتاحة الفرصة للبلطجية والمتقاعدين سياسياً ليدمروا بلداً وينهوا حضارة. بالفعل أنا كمواطن عربي محب لمصر اعتبر أن قناة العربية كانت على اسمها وتستحق التقدير الكامل من المواطن المصري الذي استغل البعض ظروفه ليشعل الدمار والتخريب في بلده من خلال مطالبات وشعارات أثبتت الحقائق أنها استغلت أسوأ استغلال لعمليات النهب والاغتصاب والسرقة. من المفترض أن نكون أكثر وعياً واستشرافاً لخطر بعض الفضائيات في تأجيج أو استغلال أي ظروف قد تحدث، لأن الواقع يقول إن الجزيرة الفضائية وحسب ضيوف برنامج 90 دقيقة نجحت في التحريض والتحريض!.