دافع أمس الأحد وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية عما تعتبره الأوساط الإعلامية والسياسية "صمت" الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عما يجري في شوارع بلاده بعد تأخره في توجيه خطاب لمواطنيه غداة اندلاع أحداث السكر والزيت التي ألهبت العاصمة وعددا من المدن الكبرى. وأكد أن الرئيس بوتفليقة أعطى تعليمات وتوجيهات لوزرائه للتكفل بالمشاكل التي يطالب الشباب بإيجاد حلول لها. وأردف وزير الداخلية الذي لم يمر على تعيينه على رأس الوزارة أكثر من سنة خلفا لنور الدين يزيد زرهوني الذي كانت علاقته بالإعلام والصحافة جد وطيدة، أن موقف بوتفليقة من الأحداث "واضح" بعدما أوعز إلى وزراء حكومة أحمد أويحي ب "التعجيل في طرح البدائل" مدافعا عنه بالقول "إن الرئيس ليس غائبا". وتأتي تصريحات وزير الداخلية الجزائري في وقت خرجت أحزاب تحسب على المعارضة وأخرى على الموالاة من بينها حزب العمال لزعيمته لويزة حنون وحزب عهد 54 وحركة مجتمع السلم الإسلامية المعتدلة المشاركة في الائتلاف الرئاسي ليطالب بعضها بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة، تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة والتسريع في اتخاذ "قرارات سياسية واجتماعية جريئة" لتفادي الانفجار و"مواكبة المستجدات بالطرق السلمية". كما تأتي والحديث عن تغيير حكومي وشيك سيجري فيه إبعاد كل الوجوه التي قادت إلى الانسداد وضخ الجهاز التنفيذي المرتقب بوجوه لم تتولى حقائب وزارية سابقة، لا تحسب على الحرس القديم للحزب العتيد أو الأحزاب الموالية للسلطة والحرص على طرح بدائل تكنوقراطية لتكريس القطيعة المزعومة. من جهته دعا المرشح السابق للانتخابات الرئاسية في الجزائر، فوزي رباعين، إلى انتخابات رئاسية مسبقة تواكب مطلب الشعوب العربية في التغيير والإصلاح. وقال رباعين خلال ندوة سياسية عقدها في ولاية معسكر غرب الجزائر "إن أحداث 5 يناير الماضي (الاحتجاجات في الجزائر) عبّرت عن رغبة الشعوب في التغيير تماما كما حصل في تونس ويحصل الآن في مصر ودول عربية أخرى". واعتبر رباعين الذي يرأس حزب عهد 54 (ثورة التحرير 1954) أن "الاعوجاج موجود في القمة وأن التغيير يجب أن يبدأ من القمة، ولذلك ينبغي إجراء انتخابات رئاسية مسبقة تبنى عليها إصلاحات شاملة للجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية". في سياق متصل، دعا عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم، أحد أركان التحالف الرئاسي المشكل للحكومة في الجزائر، إلى "إحداث تغيير سريع وعميق على كافة المستويات لمواجهة الوضع الصعب الذي يمر به العالم العربي".